ترى شركة برنشتاين أن الذكاء الاصطناعي التوليدي هو حلقة الوصل التي تتيح للمحترفين في مجال إدارة الأصول، وخاصة غير المتخصصين في التقنية، التفاعل بشكل مباشر مع نماذج الذكاء الاصطناعي المعقدة. وبالتالي الوصول إلى رؤى أعمق وأشمل حول الأسواق والاستثمارات.
إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي
في إطار فعاليات “سلسلة محاضرات برنشتاين”، سلط مدير محفظة من مؤسسة الخليج للاستثمار الضوء على الإمكانات الهائلة التي تتيحها النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) في توسيع نطاق تطبيق الذكاء الاصطناعي. وذلك بتمكين فئات أوسع من المستخدمين من الاستفادة من هذه التقنية المتطورة.
كما تؤكد برنشتاين أن نماذج اللغة الكبيرة تتميز بقدرتها الفائقة على التعامل مع البيانات الغنية بالمعنى، مثل النصوص واللغة الطبيعية. فهي قادرة على فهم السياق الدقيق وتوليد نصوص إبداعية تتجاوز مجرد إعادة صياغة المعلومات المتاحة.
وفي حين أن النماذج التقليدية مصممة لتأدية مهام محددة بدقة، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتمتع بمرونة أكبر. مما يجعله قادرا على التعامل مع مجموعة واسعة من المهام المتنوعة والمعقدة التي تتطلب قدرة على التكيف والتطور المستمر.
وعلاوة على ذلك، يقال إن نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مفيدة في تلخيص المستندات، واستخراج السمات الرئيسية، وحتى ترجمة الصور إلى نصوص. مما يوفر طريقة قيّمة “لفصل الإشارة عن الضوضاء”.
التحديات التي تواجه تبني تطبيقه
على الرغم من الإمكانات الواعدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أن هناك عقبات تحول دون تطبيقه على نطاق واسع. فالتكاليف الباهظة لتطوير هذه النماذج وصيانتها تجعل من الصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة منها، مما يترك هذا المجال حكرا على الشركات العملاقة.
كما تواجه الشركات الصغيرة تحديات كبيرة في تبني الذكاء الاصطناعي بسبب التكاليف الاستثمارية المرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب هذه التقنية بنية تحتية قوية للبيانات وأنظمة داخلية مرنة وقادرة على التكيف مع المتطلبات القانونية والامتثال. كل هذه العوامل تجعل من الصعب على الشركات الصغيرة الاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي.
كما تناول برنشتاين أيضا دور البشر، مشيرا إلى أنه مع انخفاض تكلفة الإدراك، يجب أن يتكيف البشر إما بأن يصبحوا متخصصين أو أن يفهموا كيفية دمج أدواته في عملهم.
وعلى الرغم من الآفاق الواعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي التوليدي، يشير برنشتاين إلى أن هذا التكنولوجيا لا تزال تواجه تحديات جوهرية، مثل الميل للتحيز وتقديم نتائج غير متسقة. هذه القيود تجعل من الضروري وجود إشراف بشري مستمر لضمان اتخاذ قرارات استثمارية سليمة. وبالتالي، يظل العنصر البشري جزءا لا يتجزأ من عملية إدارة الأصول.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يفتح آفاقا واعدة في مجال إدارة الأصول، وخاصة في استخراج المعلومات القيمة وتلخيصها. إلا أن برنشتاين يشير إلى أن الاعتماد الكلي عليه مشروط بتجاوز العقبات التنظيمية والتقنية التي تحول دون ذلك.