أكد المستشار النمساوي كارل نيهامر أن بلاده تعمل على وضع خطة استراتيجية مشتركة مع الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم بعد سقوط نظام حكم عائلة الأسد.
موقف اللاجئين السوريين
وعلى غرار ملايين السوريين المقيمين في أوروبا، تابع أنس معضماني، وهو لاجئ سوري يقيم في ألمانيا، مجريات سقوط نظام بشار الأسد عبر شاشات التلفاز. ومع ذلك، اتخذ معضماني قرارا بعدم العودة إلى سوريا، حيث صرّح قائلا: “حياتي أفضل هنا. أصبحت جزءا من برلين وأعتبر نفسي (برلينيا)”. يذكر أن معضماني اشتهر من خلال صورة التقطت له مع المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل.
وتمثل حالة أنس نموذجا للعديد من السوريين الذين استقروا في ألمانيا، التي تستضيف أكبر جالية سورية في الاتحاد الأوروبي. وفي حين تخشى ألمانيا من تأثير عودة اللاجئين السوريين على سوق العمل في اقتصادها الأكبر على مستوى القارة. بدأت دول أوروبية مجاورة بالفعل بتقديم برامج ترحيل طوعي، تتضمن حوافز مالية مغرية لإعادة السوريين إلى بلادهم.
أما في النمسا، فقد أعربت نسرين الأسد، طالبة اللجوء، عن قلقها من هذه النقاشات. وصرحت قائلة: “الرعب لا يزال مستمرا في سوريا، ولا يمكننا العودة”.
المعارضة الدولية لخطط إعادة اللاجئين السوريين
يشار إلى أن الجدل الدائر في أوروبا حول إعادة السوريين إلى وطنهم ترافق مع معارضة منظمات دولية وهيئات أممية. وفي هذا السياق، توقعت الأمم المتحدة عودة ما يقارب مليون لاجئ سوري إلى بلادهم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025. ومع ذلك، دعت المنظمة الدول إلى الامتناع عن إعادة اللاجئين قسرا.
وأوضحت ريما جاموس إمسيس، مديرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن “عودة اللاجئين إلى سوريا يجب أن تتم بشكل طوعي تماما، مع احترام حقوقهم في اللجوء”. وأضافت: “نأمل أن نشهد عودة نحو مليون لاجئ بين يناير ويونيو من العام المقبل. لذلك، طلبنا دعم المانحين لهذه الخطة”. كما أشارت إلى وجود احتياجات إنسانية ضخمة، نتيجة نزوح مليون شخص منذ تقدم قوات المعارضة.
يذكر أن النزاع في سوريا اندلع عام 2011 بعد قمع النظام للثورة الشعبية، مما دفع ملايين السوريين إلى الفرار من البلاد بحثا عن الأمان. وقد عملت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على نشر فرق على الحدود السورية لتوثيق حركة اللاجئين العائدين أو المغادرين. في ظل عدم قدرة السلطات المحلية الجديدة على القيام بذلك.