الباحثون في بنك UBS أشاروا في مذكرة حديثة إلى أن الدولار الأمريكي قد حقق مؤخرا مستويات قياسية جديدة منذ بداية العام مقارنة بعملاته المنافسة. ومن المحتمل أن يظل قويا بعد أن اتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي موقفا أكثر تشددا خلال اجتماعه الأخير في ديسمبر.
وأوضح المحللون في المذكرة: “بينما ما زلنا نتوقع أن يشهد الدولار تراجعا تدريجيا، فإننا نرى الآن أن هذا التراجع قد يكون أقل مما كنا نتوقع سابقا خلال عام 2025، استنادا إلى هذه المعطيات، ونقوم بإجراء تعديلات طفيفة على توقعاتنا”.
تأتي هذه النظرة المعدلة تجاه الدولار في ظل أدائه القوي في أسعار الصرف العالمية. حيث وصل إلى أعلى مستوياته منذ بداية العام. بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى تخفيضات أقل مما كان متوقعا سابقا في أسعار الفائدة الأمريكية.
وأشار المحللون إلى أن “الدولار الأمريكي استفاد بشكل كبير في الفترة الأخيرة من توقعات بتقليص أقل في أسعار الفائدة، فضلا عن مخاطر محتملة تتعلق بالرسوم الجمركية.”
تأثير الدولار الأمريكي القوي على اليورو
وفي هذا السياق، تأثر اليورو بشكل لافت بقوة الدولار الأمريكي. حيث يتوقع المحللون أن يتداول اليورو حول مستوى 1.05 دولار مقابل الدولار الأمريكي خلال النصف الأول من عام 2025. ومع ذلك، لم يستبعد المحللون احتمال تراجع أكبر في سعر صرف اليورو مقابل الدولار ليصل إلى مستوى التكافؤ (1:1).
أضاف المحللون أن “هذا السيناريو قد يحدث نتيجة للتهديدات الحقيقية التي تشكلها الرسوم الجمركية. أو بسبب استمرار التباينات في العوامل الاقتصادية الأساسية بين الولايات المتحدة وأوروبا.”
التوقعات المستقبلية لسعر الصرف
ومع ذلك، يشير المحللون إلى أن أي انخفاض نحو التكافؤ قد يكون مؤقتا وقصير الأجل. خصوصا مع التوقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية في أوروبا خلال النصف الثاني من العام المقبل. هذا التحسن من شأنه أن يقلص الفجوة بين العوائد الأمريكية والأوروبية.
وأكد المحللون أنه من المتوقع أن يعود سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي إلى مستويات أعلى ضمن نطاق التداول، ما بين 1.08 و1.10، مع التحسن التدريجي في فروق العوائد على السندات قصيرة الأجل لمدة عامين. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن تسهم البيانات الاقتصادية الإيجابية من أوروبا في دعم العملة الأوروبية خلال النصف الثاني من عام 2025. مما يعزز موقعها مقابل الدولار الأمريكي.