خلال النصف الأول من عام 2024، حقق قراصنة منصات العملات المشفرة أرباحا مضاعفة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وذلك حسب تقرير حديث صادر عن شركة أبحاث البلوكشين TRM Labs.
أكبر عمليات الاختراق في عام 2024
ازدادت عمليات سرقة العملات المشفرة بشكل ملحوظ خلال النصف الأول من عام 2024. حيث وصلت إلى 1.38 مليار دولار. أي أكثر من ضعف ما تم سرقته في نفس الفترة من العام الماضي. ويعود هذا الارتفاع بشكل كبير إلى ازدياد حجم الهجمات الكبيرة. حيث أن 5 من كبار عمليات الاختراق التي حدثت هذا العام كانت مسؤولة عن سرقة 70% من إجمالي العملات المسروقة.
كما تعرضت بورصة العملات الرقمية اليابانية “دي إم إم بيتكوين” (DMM Bitcoin) لعملية اختراق هائلة نتج عنها سرقة أكثر من 300 مليون دولار من عملة البيتكوين. لتكون بذلك أكبر عملية سرقة للعملات المشفرة في عام 2024 حتى الآن.
ويستخدم المتسللون مفاتيح خاصة مسروقة أو تسميم العناوين – حيث يرسل المهاجمون كمية صغيرة من العملات المشفرة من محفظة ذات عنوان مشابه تم تصميمه لتقليد عنوانك أو عنوان المستلم، بهدف خداع الضحية لإرسال الأموال إلى المحفظة الخطأ.
تحديات الأمان لمنصات العملات المشفرة
تعرف عناوين التشفير بطولها وتعقيدها. مما يجعلها غير مناسبة للحفظ أو الإدخال اليدوي دون احتمال حدوث أخطاء.
كما لم تشهد بيئة العملات الرقمية، بحسب “تي أر إم لابس”، أي تحسينات جوهرية على صعيد الأمان خلال العام الماضي. مما أدى إلى استمرار ازدياد عمليات سرقة العملات المشفرة. وأوضحت الشركة أن وتيرة الهجمات ووسائلها لم تختلف بشكل ملحوظ من عام لآخر.
وترجح الشركة أن ارتفاع قيمة العملات الرقمية المسروقة يعود جزئيا إلى ارتفاع أسعارها خلال النصف الأول من العام الجاري.
الانتكاسات المتكررة
في الوقت نفسه، تعرضت منصات العملات الرقمية لانتكاسات متكررة في شكل اختراقات وهجمات إلكترونية. ففي عام 2014، أعلنت بورصة “Mt.Gox” للعملات الرقمية إفلاسها بعد تعرضها لسلسلة من الاختراقات التي أدت إلى سرقة 950 ألف عملة بيتكوين. أي ما يعادل أكثر من 54 مليار دولار بحسب القيم الحالية.
كما تعرضت منصتا تبادل العملات الرقمية HTX و Heco Chain، المملوكتان جزئيا لرجل الأعمال جاستن صن، لعمليات اختراق إلكتروني في نوفمبر. مما أسفر عن خسائر بقيمة 115 مليون دولار.
وللحفاظ على أمان منصات العملات المشفرة، أوصى التقرير بتنفيذ استراتيجية دفاعية شاملة تتضمن طبقات متعددة من الحماية. وتشمل هذه الطبقات إجراءات مثل عمليات التدقيق الأمنية الدورية وتطبيق تقنيات التشفير القوية.
وأضاف أن تثقيف الموظفين وتنفيذ استراتيجية شاملة للاستجابة للحوادث يمكن أن يساعد أيضا في حماية الشركات.