شهدت أسعار العملات الرقمية، وعلى رأسها عملاقتا السوق البيتكوين والإيثريوم، انتعاشا ملحوظا بعد أن تعرضت لهزة عنيفة خلال الأيام القليلة السابقة. فقد أدت موجة التحوط من المخاطر التي اجتاحت الأسواق العالمية إلى انخفاض حاد في قيم معظم العملات الرقمية، مما أثار قلق المستثمرين. إلا أن هذه العملات تمكنت من استعادة جزء كبير من خسائرها.مما يشير إلى مرونة هذه الأصول الرقمية وقدرتها على التعافي من التقلبات السوقية.
قفزة نوعية في أسعار العملات الرقمية البيتكوين والإيثريوم
سجلت عملة البيتكوين قفزة نوعية في قيمتها خلال اليوم الماضي. حيث ارتفع سعرها بنسبة 8% ليصل إلى مستوى قريب من 55 ألف دولار أمريكي. وبالمثل، حققت عملة الإيثريوم أداء قويا، متجاوزة مستوى 2453 دولارا أمريكيا بزيادة تجاوزت 9%. هذه الأرقام تعكس قوة الدفع التي تشهدها سوق العملات المشفرة حاليا. والتي دفعت بأهم عملتين رقميتين إلى تسجيل أرقام قياسية جديدة.
وبعد يوم الاثنين الذي شهد عمليات بيع مكثفة أدت إلى تراجع حاد في أسعار العملات المشفرة. وسجلت البيتكوين والإيثريوم بعض التعافي. ومع ذلك، لا تزال البيتكوين تتداول تحت مستوى 50,000 دولار، بينما سجلت الإيثريوم أشد انخفاض لها منذ عام 2021.
اختبار جديد لصمود صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs)
ومثل الانخفاض المفاجئ في أسعار العملات الرقمية أول اختبار جاد لصمود صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETFs) التي تم إطلاقها مؤخرا للبيتكوين والإيثريوم في الولايات المتحدة. وذلك منذ ظهورها لأول مرة في يناير ويوليو على التوالي.
ومع تراجع أسعار العملات الرقمية، رأى المستثمرون فرصة للشراء، وقرروا استثمار ما يقارب 49 مليون دولار في صناديق إيثريوم المتداولة. هذا الاستثمار الجديد ساعد على تعويض الانسحابات التي حدثت في صندوق جرايسكيل إيثريوم تراست.
كما عانت صناديق البيتكوين المتداولة من تدفقات سلبية قدرها 168 مليون دولار يوم الاثنين. مما أدى إلى انخفاض صافي الأصول تحت الإدارة لهذه الصناديق.
أما الزيادات المتواضعة التي شهدتها أسعار البيتكوين والإيثر والعملات المشفرة الأخرى اليوم قد تكون مجرد انتعاش مؤقت. ففي ظل غياب تحسن شامل في الأوضاع الاقتصادية العالمية واستمرار التوترات في الشرق الأوسط، فإن هذه المكاسب قد لا تستمر على المدى الطويل.