بعد أن أدت المؤشرات الاقتصادية الأمريكية الأقل سلبية من المتوقع إلى تقليص التوقعات بقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. شهدت أسعار الذهب استقرارا نسبيا مع ميل طفيف للهبوط خلال تداولات الأسواق الآسيوية يوم الخميس. مما أثر سلبا على جاذبية الذهب كملاذ آمن.
شهدت أسعار السبائك ضغوطا متزايدة نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي. يعود هذا الارتفاع إلى توقعات المستثمرين بأن البنك الفيدرالي الأمريكي قد لا يخفض أسعار الفائدة بنفس الوتيرة المتوقعة خلال الفترة القادمة.
كما شهد المعدن الأصفر أيضا بعض عمليات جني الأرباح بعد أن سجل مستويات قياسية مرتفعة في الفترة التي سبقت قرار الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء.
وشهد الذهب ارتفاعا في المعاملات الفورية بنسبة 0.70% ليصل إلى 2,576 دولارًا للأونصة. في حين ارتفعت العقود الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.05% لتصل إلى 2,600 دولار للأونصة.
الاحتياطي الفيدرالي يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس
في خطوة غير متوقعة، أقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 50 نقطة أساس. وهو أعلى من توقعات الأسواق. وذلك في أول خفض من نوعه منذ تفشي جائحة كوفيد-19 في عام 2020. كما يشير هذا القرار إلى بداية دورة جديدة من التيسير النقدي التي قد يكون لها تداعيات واسعة على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
وفي محاولة لتبديد المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد، أكد جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أن القرار الأخير بخفض سعر الفائدة بشكل كبير يأتي في سياق تقييم متوازن للمخاطر الاقتصادية. حيث يرى أن مخاطر ارتفاع التضخم ومخاطر ضعف سوق العمل متساوية. وأشار باول إلى أن البيانات الاقتصادية المستقبلية ستحدد مسار السياسة النقدية. معربا عن استعداده لمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة إذا اقتضت الضرورة. هذا التوجه يتماشى مع توقعات الأسواق التي تشير إلى احتمال خفض إجمالي لأسعار الفائدة بنحو 125 نقطة أساس بحلول نهاية العام.
لكن باول قال أيضا إن الاحتياطي الفيدرالي لا ينوي العودة إلى بيئة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية كما رأينا خلال جائحة كوفيد-19. وقال إن المعدل المحايد للاحتياطي الفيدرالي سيكون أعلى بكثير مما كان عليه في السابق.
كما أشار في تعليقاته إلى اتجاه مستقبلي محتمل لارتفاع معدلات الفائدة على المدى المتوسط والطويل. مما قلل من حدة التوقعات بحدوث تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة خلال اجتماع يوم الأربعاء.
التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة وتأثيرها على أسعار الذهب
رغم ذلك، أشارت بعض البنوك الاستثمارية، مثل سيتي بنك، إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة بشكل كبير في المستقبل. مما أدى إلى تحول ملحوظ في اتجاه أسعار الذهب.
من ناحية أخرى، فإن التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة تعد مؤشرا إيجابيا لأسواق الذهب. حيث يقلل ذلك من جاذبية الأصول التي تحقق عوائد أعلى. مما يزيد من الطلب على الذهب كمخزن للقيمة.
وشهدت المعادن النفيسة الأخرى تذبذبا في أسعارها يوم الخميس. حيث ارتفعت عقود البلاتين بنسبة 0.5% إلى 978.15 دولار للأونصة. وارتفعت عقود الفضة بنسبة 0.2% إلى 30.755 دولار للأونصة. على الرغم من الخسائر التي سجلتها خلال الليل.