في ضوء التوترات الجيوسياسية المتزايدة، ترى BCA للأبحاث أن الدولار الأمريكي يمثل حاليا ملاذا آمنا.وتنصح عملائها بالاستثمار فيه بشكل تكتيكي.
أشار تقرير حديث لشركة أبحاث استثمارية إلى احتمال حدوث تحول جذري في السياسات التجارية والخارجية للولايات المتحدة. بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة. وعللت الشركة هذا التوقع بـ”الاضطرابات المتزايدة في النظام السياسي العالمي”.
كما يشير مات جيرتكن، كبير الخبراء الاستراتيجيين الجيوسياسيين في BCA، إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية ستتجه نحو مزيد من الصرامة في التعامل مع خصومها. هذا التوجه، مدعوما بزيادة التوترات العالمية، من شأنه أن يعزز مكانة الدولار كأصل آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات.
الصراع الإسرائيلي الإيراني
ويشير التقرير إلى الشرق الأوسط كنقطة اشتعال رئيسية، لا سيما الأعمال العدائية المستمرة بين إسرائيل وإيران. وعلى الرغم من استجابات السوق الأخيرة التي توحي بالاستقرار. يحذر بنك كندا من هذا الشعور الزائف بالأمان.
كما يقول جيرتكن: “الأعمال العدائية المباشرة بين إسرائيل وإيران هي تصعيد وليس تهدئة”. مؤكدا أن الأعمال العدائية الأخيرة التي قامت بها إسرائيل قد تشير إلى صراع أعمق.
وأضاف قائلا: “لم يكن هناك أي حرب مباشرة بين البلدين قبل هذا العام. ولم تكن إسرائيل تعمل على تغيير النظام الحاكم في إيران.
كما يشير BCA إلى أن تزايد المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني، في ظل الظروف الإقليمية المتوترة، قد يؤدي إلى تصعيد الأزمة ويهدد بتعطيل إمدادات الطاقة العالمية. مما قد يفضي إلى صدمة نفطية جديدة.
ويقدر البنك احتمال حدوث اضطراب شديد بنسبة 40% إذا تصاعدت الأعمال العدائية. مما قد يؤدي إلى إزالة ملايين البراميل من السوق العالمية. وبالتالي تضخيم التقلبات وتعزيز وضع الدولار كملاذ آمن.
توسع دائرة التوترات الجيوسياسية
وبعيدا عن الشرق الأوسط، تشير شركة BCA إلى أن المخاطر الجيوسياسية تتسع لتشمل قارات أخرى. ففي آسيا، يثير التحالف المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا مخاوف جدية من اندلاع صراع مع كوريا الجنوبية، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة. وفي أوروبا، لا تزال الأزمة الأوكرانية تشكل تهديدا مستمرا للاستقرار. حيث تلوح في الأفق احتمالية مواجهة عسكرية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة وروسيا.
كما يشير جيرتكين إلى أن فوز ترامب قد يؤدي إلى عودة الشعبوية في أوروبا، مما قد يهدد وحدة الاتحاد الأوروبي ويزيد من الضغوط على اليورو. وإذا فرض ترامب تعريفات تجارية على الحلفاء الأوروبيين. فقد تنشأ بيئة تجارية معقدة تعزز قوة الدولار مع ارتفاع المخاطر السياسية في أوروبا.
وفي ظل التقلبات الحالية في الأسواق، يتخذ بنك كندا موقفا دفاعيا تجاه الدولار. وذلك بسبب تجاهل المستثمرين للمخاطر المتزايدة على الساحة العالمية.
كما يؤكد التقرير أن الوضع العالمي يزداد توترا. ومع ذلك، فإن الأسواق المالية لا تعكس هذا الواقع الخطير. حيث لا تزال التقييمات الحالية للمخاطر الجيوسياسية تبدو متفائلة أكثر من اللازم.
وبناء على هذه التحليلات، ينصح بنك كندا المستثمرين بشراء الدولار الأمريكي كاستراتيجية دفاعية لحماية محافظهم من التقلبات المتوقعة في الأسواق العالمية.