صحة الأمعاء هي مفتاح لعيش حياة صحية وسعيدة. إن تريليونات البكتيريا النافعة التي تعيش في أمعائنا تلعب دورا حاسما في صحتنا العامة. من خلال دعم جهاز المناعة وتحسين الهضم وحتى التأثير على حالتنا المزاجية. ولكن ما هي الخطوات العملية التي يمكننا اتخاذها لتعزيز صحة أمعائنا؟
السر لتعزيز صحة الأمعاء
ذكرت الدكتورة ميغان روسي، خبيرة التغذية المسجلة والمعروفة بلقب “ملكة صحة الأمعاء”، في مقابلة حديثة مع بودكاست “هل أفعل ذلك بشكل خاطئ؟” الذي تقدمه صحيفة “هافينغتون بوست”، أن النصيحة الأساسية التي تقدمها للناس هي التركيز على تنويع مصادرهم النباتية. داعية إياهم إلى محاولة تناول 30 نوعا مختلفا من النباتات أسبوعيا.
كما تقترح روسي التركيز على ما تسميه “الستة الخارقة” من النباتات: الحبوب الكاملة، المكسرات والبذور، الخضراوات والفواكه، والبقوليات والأعشاب والتوابل.
وقالت خبيرة التغذية: “إذا أردنا هذا النطاق المتنوع من البكتيريا في أمعائنا، والتي أظهرت أن لديها مجموعة متنوعة من المهارات ونوعا من القوى العظمى. فنحن بحاجة إلى إطعامها هذا النطاق المتنوع من الأسمدة، وإلا فإنها ستموت – ولن تنمو”.
تأثير مضغ الطعام على امتصاص العناصر الغذائية
نصحتنا الدكتورة روسي، الخبيرة في صحة الأمعاء، بمضغ الطعام جيدا. وأوضحت أن هذه العادة البسيطة تلعب دورا مهما في عملية الهضم. حيث تبدأ فيها الأنزيمات الموجودة في اللعاب بتكسير الطعام. مما يسهل على الجسم هضمه واستخلاص العناصر الغذائية منه.
كما تشير الأبحاث إلى أن المضغ الكافي للطعام يساهم في زيادة مساحة سطح الطعام المعرض للإنزيمات الهضمية. مما يعزز عملية الهضم ويزيد من كفاءة امتصاص العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم.
ويؤكد خبراء التغذية على أهمية مضغ الطعام بشكل كاف حتى يتفتت إلى قطع صغيرة. هذا الإجراء البسيط يساهم في تسهيل عملية الهضم. حيث يقلل من الجهد الذي تبذله المعدة ويسمح لعصاراتها الهضمية بالعمل بكفاءة أكبر.
وقالت الباحثة الروسية: “أظهرت دراسة أن مضغ اللوز 40 مرة يعزز امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل بكثير مقارنة بمضغه 10 مرات فقط. هذا يعني أن المضغ الجيد يساعدنا على الاستفادة القصوى من فوائد اللوز الصحية”.
الخطوات التدريجية لتحقيق المضغ المثالي
رغم سهولة نصيحة المضغ ببطء، إلا أن تطبيقها العملي يواجه تحديات لدى الكثيرين. تؤكد الدكتورة روسي على هذه النقطة، مشيرة إلى وجود تطبيقات عديدة تدعم هذه العادة. ومع ذلك، تنصح مرضاها بالتركيز على اللقمتين الأوليين من كل وجبة كبداية لتطوير هذه العادة. فبدلا من السعي إلى مضغ كل لقمة عددا محددا من المرات، يكفي التركيز على اللقمتين الأوليين ليشكل نواة لهذه العادة. والتي يمكن تطويرها تدريجيا في الوجبات اللاحقة.
كما تنصح روسي بزيادة عدد مضغات الطعام تدريجيا في كل وجبة. تبدأ بإضافة ثلاث مضغات إضافية إلى اللقمتين الأوليين، ثم تزيد بمقدار مضغة أو مضغتين كل أسبوعين. بهذه الطريقة، يمكنك الوصول إلى عدد مضغات مثالي خلال ستة أشهر.
ووفق تقارير صحافية سابقة، فإن اللعاب يحتوي على الأميليز، وهو الإنزيم الذي يساعد على تحلل الطعام كيميائيا. وهناك أيضا الهضم الميكانيكي، وهو الفعل الفيزيائي لتحلل الطعام. إذا لم يظل الطعام في الفم فترة كافية، فلن يتعرض للأميليز لتحلل الكربوهيدرات – هناك مقدار ضئيل جدا من هضم الكربوهيدرات في المعدة. وإذا وصل الطعام إلى هناك دون هضمه بشكل صحيح. فيجب على المعدة أن تعمل بجهد أكبر.
عندما لا تتمكن المعدة من هضم الطعام بشكل كامل، وتصل قطع كبيرة منه إلى الأمعاء الدقيقة، قد يسبب ذلك مشاكل مثل الانتفاخ والشعور بعدم الراحة.