تعتزم شركة “مايكروسوفت” تخصيص استثمار ضخم يقدر بنحو 80 مليار دولار لتوسيع نطاق مراكز بياناتها المخصصة لتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العام المالي الحالي. ومن اللافت أن أكثر من نصف هذا المبلغ الهائل سيتم توجيهه للاستثمارات داخل الولايات المتحدة الأمريكية. ويأتي هذا التوجه الطموح في إطار استراتيجيتها لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
شراكة مايكروسوفت مع «أوبن إيه آي» لتحسين تجربة الذكاء الاصطناعي
يمتد العام المالي الحالي للشركة حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل. مما يمنحها فترة زمنية مهمة لتنفيذ خططها الطموحة. وفي منشور رسمي على مدونتها الإلكترونية، أوضحت “مايكروسوفت” أن هذا الاستثمار الكبير سيسخّر بشكل رئيسي لتعزيز قوة الحوسبة المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. بالإضافة إلى دعم تطوير وإطلاق ميزات مبتكرة تعتمد على هذه التكنولوجيا المتقدمة في جميع أنحاء العالم.
وقد تمكنت “مايكروسوفت” من تصدر مشهد الذكاء الاصطناعي عالميا بفضل شراكتها التاريخية مع شركة “أوبن إيه آي”، المطورة للبرنامج الشهير “تشات جي بي تي”. كما تعد هذه الشراكة جزءا من اتفاقية بمليارات الدولارات تهدف إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل ضمن مجموعة منتجات “مايكروسوفت” الواسعة. ومن خلال هذه الجهود، تسعى الشركة إلى تحسين تجربة المستخدم وتقديم حلول تقنية مبتكرة تغير قواعد اللعبة.
التحديات البيئية والحلول المستدامة
وتجدر الإشارة إلى أن عملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي تعد مهمة ضخمة ومعقدة. حيث تتطلب كميات هائلة من البيانات المتنوعة ومصادر حوسبة هائلة لتتمكن من الوصول إلى نتائج دقيقة وفعّالة. كما تشمل هذه العمليات استخدام مراكز بيانات ضخمة توفر البنية التحتية الضرورية لتشغيل وتحليل البيانات بكفاءة. لكن الجانب الآخر من هذا التطور يكمن في التحديات البيئية. حيث إن هذه المراكز تستهلك كميات كبيرة من الطاقة. مما يستوجب حلولا مبتكرة لتقليل الأثر البيئي وتعزيز الاستدامة. من الواضح كذلك أن “مايكروسوفت” تراهن على الذكاء الاصطناعي باعتباره مفتاحا للمستقبل. وتسعى لتحقيق ريادة عالمية في هذا المجال. ومن خلال هذا الاستثمار الضخم، ترسخ الشركة التزامها بقيادة الابتكار التكنولوجي. مع تقديم خدمات ومنتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات العملاء حول العالم.