شهدت أسعار النفط ارتفاعا حادا اليوم الاثنين، متجاوزة الدولار للبرميل، وذلك بعد قرار أوبك+ بتأجيل زيادة الإنتاج. يأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع استعداد الأسواق لأحداث هامة تشمل الانتخابات الرئاسية الأمريكية واجتماعا صينيا حاسما.
ارتفعت عقود برنت الآجلة بمقدار 1.39 دولار لتصل إلى 74.49 دولار للبرميل بنسبة زيادة بلغت 1.9%. وفي نفس السياق، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.41 دولار ليصل إلى 70.90 دولار للبرميل، مسجلا زيادة بنسبة 2%.
قرار أوبك+ المفاجئ
أعلنت منظمة أوبك+ التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول بالإضافة إلى روسيا وحلفاء آخرين، في بيان صدر يوم الأحد، عن قرارها بتمديد الخفض الطوعي للإنتاج النفطي بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا حتى نهاية شهر ديسمبر القادم. يأتي هذا القرار في ظل التطورات الأخيرة في أسواق النفط العالمية. والتي تشمل ضعف الطلب وتقلبات الأسعار.
وكان من المقرر أن تزيد المجموعة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميا بداية من شهر ديسمبر.
أوضح محللو بنك آي إن جي في مذكرة لهم أن قرار أوبك+ بتأجيل زيادة الإنتاج. وإن كان لا يؤثر بشكل كبير على الأساسيات في المدى القصير. إلا أنه قد يدفع السوق إلى إعادة تقييم استراتيجياتها تجاه المنظمة. فقد خالف هذا القرار التوقعات السائدة بأن تشهد السوق زيادة في المعروض النفطي. مما يرجح أن تكون أوبك+ أكثر حرصا على دعم أسعار النفط مما كان يعتقد الكثيرون.
كما تتجه المجموعة إلى تقليل التخفيضات الإنتاجية البالغة 2.2 مليون برميل يوميا على مراحل خلال الفترة المقبلة. بينما ستستمر في تطبيق تخفيضات إضافية قدرها 3.66 مليون برميل يوميا حتى نهاية عام 2025.
الأحداث التي تحرك الأسعار
تراجعت أسعار النفط الخام برنت وغرب تكساس الوسيط بشكل ملحوظ الأسبوع الماضي بنسبة 4% و 3% على التوالي. وذلك على خلفية زيادة الإنتاج الأمريكي القياسي. إلا أن الأسعار شهدت ارتفاعا مفاجئا في نهاية الأسبوع، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة. حيث أشارت تقارير إخبارية إلى تهديدات إيرانية محتملة ضد إسرائيل.
كما قال ييب جون رونغ، محلل السوق في آي جي، إن استمرار الارتفاع الحالي في أسعار النفط أمر مشكوك فيه، نظرا لتلاشي حماس المستثمرين الأولي وتصاعد التوترات العالمية. وأضاف أن الأسعار قد تستقر حاليا. وقد تواجه صعوبة في تجاوز مستوى 78.50 دولارا.
تنتظر الأسواق الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء. حيث تظهر استطلاعات الرأي أن نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب متقاربان.
كما من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يوم الخميس، بخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
تستعد الصين، من خلال اجتماع اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي الوطني الأسبوعي، لإطلاق دفعة جديدة من التحفيز الاقتصادي في محاولة لإنعاش النمو المتباطئ. وعلى الرغم من ذلك، تتوقع التوقعات أن يكون التركيز الرئيسي لهذه الحزمة على دعم الحكومات المحلية المتعثرة ماليا.