بعدما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بشكل رسمي استشهاد قائدها ورئيس مكتبها السياسي في قطاع غزة، يحيى السنوار. وذلك خلال الهجمات التي استهدفت منطقة رفح. يظل مصير جثمان الشهيد غير معروف حتى هذه اللحظة. ولم يتم بعد تحديد مكان وجود جثمانه. وهو ما أثار حالة من الغموض والتساؤلات المتزايدة حول ما قد يحدث في المستقبل بخصوص مصير جثمانه.
الإجراءات الإسرائيلية بعد استشهاد السنوار
ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نقل جثمان الشهيد يحيى السنوار إلى منشأة سرية داخل إسرائيل بعد الانتهاء من عملية التشريح.
كما قال مدير المعهد الوطني الإسرائيلي للطب الشرعي، الدكتور تشين كوغل، في تصريح لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، إنه بعد إتمام عملية التشريح، تم تسليم جثمان السنوار إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي. مشيرا إلى أنه لا يمتلك أي معلومات حول مكان وجود الجثمان بعد ذلك.
وبما أنّ جيش الاحتلال لم يعلق حتى الآن على مصير جثمان السنوار. تبرز تساؤلات بشأن ما إذا كان سيتم استخدامه كورقة مساومة في عمليات التفاوض المستقبلية. والتي قد تشمل أيضا صفقة تبادل الرهائن الإسرائيليين الـ101 الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة.
وتحتجز إسرائيل عادة جثامين الشهداء الفلسطينيين لاستخدامها في عمليات تبادل مستقبلية مع “حماس” و فصائل المقاومة الأخرى.
صعوبة استخدام الجثمان في عمليات التبادل
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” وفقا لما ذكره عدد من الخبراء المتخصصين، بأن فكرة استخدام جثمان يحيى السنوار كجزء من أي عملية تبادل للأسرى تعتبر أمرا غير محتمل الحدوث أو صعب التحقيق. وقد أرجع الخبراء هذا إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يعارضون بشكل كبير هذا الطرح. نظرا لأنهم لا يرغبون في أن يتحوّل موقع دفن جثمان السنوار داخل الأراضي الفلسطينية إلى رمز أو مزار شعبي. إذ يعتقد هؤلاء المسؤولون أن مثل هذا المكان قد يجذب اهتماما جماهيريا واسعا. ويستخدم كرمز للقضية الفلسطينية. مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات وإذكاء المشاعر الوطنية لدى الفلسطينيين.
في هذا السياق، عبّر جون بي. ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، خلال مقابلة مع “نيويورك تايمز”، عن رأيه بأن السنوار “سيتم دفنه وفق الطقوس الإسلامية قبل أن يدفن بشكل سري في مكان غير معلوم”، حسبما ذكر.
كما أشار ألترمان إلى احتمال دفن السنوار في إسرائيل. موضحا أن “الإسرائيليين لا يفضلون أن يقوم أنصاره بدفنه في الأراضي الفلسطينية واعتباره شهيدا”.