كشفت دراسة حديثة، نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن الأساور المستخدمة في بعض الساعات الذكية قد تحتوي على مواد كيميائية مرتبطة بمشاكل صحية خطيرة. مثل انخفاض الخصوبة وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
تتضمن أساور الساعات الذكية مواد تعرف باسم بيرفلوروألكيل وبولي فلورو ألكيل (PFAS). وهي مركبات كيميائية شائعة الاستخدام في صناعة الأقمشة، أواني الطهي غير اللاصقة، ومستحضرات التجميل. تلقب هذه المواد بـ”الكيميائيات الأبدية” نظرا لعدم قدرتها على التحلل في الجسم أو في البيئة. حيث تم العثور عليها في الهواء والماء والأسماك والتربة على نطاق عالمي.
أظهرت دراسات سابقة أن هذه المواد ترتبط بمشاكل صحية متعددة، مثل العيوب الخلقية وزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والكلى والخصية. بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الخصوبة.
نتائج الدراسات الحديثة عن أساور الساعات الذكية
أجرت الجمعية الكيميائية الأميركية دراسة شملت اختبار 22 علامة تجارية من الساعات الذكية. وأظهرت النتائج أن 68% من هذه المنتجات تحتوي على مواد كيميائية من نوع PFAS. مع التركيز على مادة تعرف باسم “فلورو إيلاستومر”. التي تستخدم أحيانا لتثبيت لون الأساور.
الغريب أن العلامات التجارية الأعلى تكلفة كانت الأكثر احتواء على هذه المواد السامة مقارنة بالمنتجات الأرخص ثمنا. وأشارت الدراسة إلى أن اثنين من المنتجات التي تم اختبارها لم تكشف الشركات المصنعة لها عن استخدام هذه المواد الكيميائية في التصنيع.
وعلى الرغم من أن الطرق الأكثر شيوعا لدخول مواد PFAS إلى الجسم هي عبر البلع أو الاستنشاق. فإن بعض الدراسات تشير إلى إمكانية امتصاص هذه المواد عبر الجلد عند التعرض المطول لها.
كيفية تقليل المخاطر الناتجة عن استخدام الساعة الذكية
في تجربة ألمانية عام 2022، تم قياس امتصاص الجلد لمادة PFAS الموجودة في واقي الشمس. حيث وجد أن 1.6% من المادة الكيميائية تمتصها البشرة بعد 115 يوما من الاستخدام. وفي دراسة بريطانية أخرى عام 2024، وجد الباحثون أن خلايا الجلد المزروعة في المختبر امتصت نحو 58% من المواد الكيميائية عند التعرض المباشر.
كما أكدت الباحثة “أليسا ويكس”، إحدى مؤلفي الدراسة، أنه من الأفضل للمستهلكين الذين يرغبون في شراء أساور ساعات ذكية باهظة الثمن قراءة مواصفات المنتج بعناية وتجنب المنتجات التي تحتوي على مواد “فلورو إيلاستومر”.
تزداد شعبية الساعات الذكية يوما بعد يوم، خصوصا بين الأفراد الذين يهتمون بتتبع نشاطهم البدني ونومهم ومعدل ضربات القلب. وتشير الإحصائيات إلى أن حوالي 21% من البالغين في الولايات المتحدة و35% من البالغين في المملكة المتحدة يستخدمون الساعات الذكية، بمعدل 11 ساعة يوميا. هذا يعني أن ملايين الأشخاص قد يكونون معرضين لتأثيرات هذه المواد الكيميائية بشكل يومي.
خلاصة
تبرز هذه الدراسة الحاجة الملحة لإعادة النظر في المواد المستخدمة في تصنيع الساعات الذكية، خصوصا تلك التي تلامس الجلد مباشرة لفترات طويلة. وينبغي للمستهلكين توخي الحذر عند اختيار هذه المنتجات لضمان تقليل تعرضهم لهذه المواد الضارة.