في منافسة مباشرة مع شبكة “ستارلينك” التابعة لشركة “سبيس إكس” الأمريكية، والتي يملكها رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك. أعلنت صحيفة “تشاينا سيكيوريتيز جورنال” الحكومية، في تقريرها الصادر يوم الاثنين، عن إنجاز تاريخي جديد في مجال الاتصالات الفضائية. فقد نجحت الشركة الحكومية “شنجهاي سبيس كوم ساتلايت تكنولوجي (SSST)” في إطلاق الدفعة الأولى من أقمارها الصناعية. والتي تشكل اللبنة الأساسية لكوكبة ضخمة من الأقمار الصناعية مصممة خصيصا لتوفير خدمات إنترنت فائقة السرعة عبر الأقمار الصناعية.
إنترنت متاح في كل مكان
يمثل هذا الإطلاق خطوة جريئة نحو تحقيق حلم الإنترنت المتوفر في كل مكان. حيث تسعى الصين من خلال هذا المشروع الطموح إلى توفير خدمات إنترنت عالية الجودة للمناطق النائية والمهمشة حول العالم.
ذكرت الصحيفة أن شركة شنجهاي سبيس كوم ساتلايت تكنولوجي، الرائدة في مجال الاتصالات الفضائية، قد نفذت بنجاح عملية إطلاق الدفعة الأولى من أقمارها الصناعية المتطورة من قاعدة الإطلاق الفضائي بتايوان، والتي تعد من أهم المنصات الصينية لإطلاق المركبات الفضائية. وتقع هذه القاعدة الاستراتيجية في مقاطعة شانشي الشمالية. حيث تتمتع بظروف بيئية مثالية لإجراء عمليات الإطلاق الفضائي. وبذلك، تكون الشركة قد قطعت خطوة مهمة نحو تحقيق هدفها الطموح في بناء شبكة اتصالات فضائية متكاملة تغطي مساحات شاسعة من الكوكب.
مشروع “كوكبة الألف شراع”
وفقا لما ورد بالصحيفة، فإن هذا الإطلاق يمثل الخطوة الأولى في تحقيق الهدف الاستراتيجي لحكومة الصين المتمثل في إنشاء نسختها الخاصة من ستارلينك. وذلك في إطار خطة “كوكبة الألف شراع” التي أطلقتها شركة شنجهاي سبيس كوم ساتلايت تكنولوجي.
أعلنت شركة شنجهاي سبيس كوم ساتلايت تكنولوجي في العام الماضي عن مشروع طموح لتطوير شبكة اتصالات فضائية واسعة النطاق. ويعرف هذا المشروع باسم “كوكبة الألف شراع” أو “G60 Starlink”. ويهدف إلى إطلاق أكثر من 15 ألف قمر صناعي في مدار أرضي منخفض لتوفير خدمات الإنترنت وغيرها من الخدمات الرقمية.
المخاوف الصينية من تهديدات شبكة ستارلينك
تقع أقمار LEO في مدار قريب من الأرض، يتراوح ارتفاعه بين 300 و2000 كيلومتر. هذه المدارات المنخفضة تتيح تكاليف تشغيل أقل وكفاءة أعلى في إرسال البيانات مقارنة بالأقمار في المدارات البعيدة. وقد أثبتت شركة ستارلينك، التابعة لسبيس إكس، نجاح هذا النوع من الأقمار في توفير خدمات الإنترنت عالية السرعة على نطاق واسع.
ولكن عبرت الصين عن قلقها إزاء تهديدات شبكة ستارلينك للأصول الفضائية العالمية. وذلك عقب تحذيرات سابقة أطلقها باحثون عسكريون صينيون حول المخاطر التي قد تترتب على هذه الشبكة. خاصة في سياق أي مواجهة عسكرية محتملة مع الولايات المتحدة. وقد جاءت هذه التصريحات لتؤكد المخاوف الصينية المتزايدة بشأن الأمن الفضائي.