شهدت الليرة السورية انتعاشا كبيرا اليوم الاثنين، حيث ارتفعت قيمتها بنسبة 23% مقابل الدولار الأميركي، ليصل سعر الصرف في السوق إلى 17 ألف ليرة لكل دولار، بحسب بيانات موقع “sp-today”. في الوقت نفسه، سجل المصرف المركزي السوري سعرا رسميا قدره حوالي 13.7 ألف ليرة لكل دولار.
يأتي هذا التطور بعد انخفاض قياسي غير مسبوق أمس، حيث بلغ سعر الصرف 22 ألف ليرة لكل دولار، على خلفية الأحداث السياسية الكبرى التي شهدتها البلاد، بما في ذلك هروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق.
تدهور مؤقت في سعر صرف الليرة السورية
وفي تصريح لوزير المالية السوري رياض عبد الرؤوف، أكد أن التدهور الأخير في سعر الصرف لن يدوم طويلا. مشيرا إلى أن استقرار الأوضاع السياسية هو عامل أساسي لجذب الاستثمارات وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. كما أشار إلى أن سوريا تملك موارد كبيرة، من بينها منشآت سياحية وثروات طبيعية، يمكن أن تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية إذا ما استندت السياسة المالية إلى قواعد سليمة.
ورغم الارتفاع الحالي في قيمة الليرة، فإن الاقتصاد السوري لا يزال يعاني من آثار الأزمات المستمرة منذ عام 2020. حيث فقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها في السوق الموازية. كما شهدت انخفاضا حادا بنسبة 141% مقابل الدولار خلال عام 2023.
التطورات الميدانية والسياسية في سوريا
الأيام الأخيرة حملت تطورات كبيرة في سوريا. إذ تداول ناشطون مقاطع مصورة تظهر عمليات نهب للبنك المركزي في دمشق وسط اضطرابات أمنية. وأكد حاكم مصرف سوريا المركزي، محمد عصام هزيمة، في فيديو مصور أن الوضع الأمني في المصرف تحت السيطرة بعد تدخل المعارضة واسترجاع جزء من الأموال المسروقة.
من جهتها، أعلنت المعارضة السورية مساء الأحد عبر التلفزيون الرسمي نجاحها في الإطاحة بحكم بشار الأسد الذي استمر 24 عاما. تقارير عدة أكدت فرار الأسد إلى وجهة غير معلومة. وهو ما أيده الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، مشيرا إلى أن روسيا قد تخلت عن دعمه.
وفي تطورات ميدانية، ذكرت مصادر عسكرية أن النظام انهار بعد دخول الفصائل المسلحة إلى دمشق. بينما أكدت مصادر في الجيش أن الرئيس الأسد غادر البلاد على متن طائرة خاصة. كما أعلنت المعارضة سيطرتها على مدينة حمص بعد يوم واحد من السيطرة على حلب وحماة في الشمال الغربي.
وفي كلمة متلفزة، أشار رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي إلى استعداد الحكومة للتعاون مع القيادة الجديدة، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة واستمرار عمل المؤسسات بشكل منظم. وأضاف أنه لن يغادر سوريا وأنه يدعو الجميع إلى التحلي بالعقلانية خلال هذه المرحلة.
وفي غضون ذلك، شهدت دمشق تجمعات ضخمة من السوريين في الساحات العامة، حيث رفعوا شعارات تطالب بالحرية، معلنين نهاية عقود من حكم عائلة الأسد الذي امتد لنحو نصف قرن.