سجلت أسعار الذهب أعلى مستوى لها في أسبوع خلال تعاملات يوم الثلاثاء، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي. بينما يترقب المستثمرون تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لاستشراف مسار أسعار الفائدة المستقبلية.
تراجع الدولار جاء نتيجة عمليات جني الأرباح بعد المكاسب الكبيرة التي حققها الأسبوع الماضي. وهو ما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الذين يتعاملون بعملات غير الدولار. وفي هذا السياق، أوضح كايل رودا، محلل الأسواق في Capital.com، أن “الحركات الأخيرة في الأسواق تتأثر بشكل كبير بالعوامل الفنية، حيث أدى تشبع الشراء إلى تراجع الدولار الأمريكي”.
بيانات اقتصادية قوية وإشارات الفيدرالي
البيانات الاقتصادية الأخيرة أثارت تساؤلات حول إمكانية استمرار الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة، خصوصا بعد تخفيضها بمقدار 75 نقطة أساس منذ شهر سبتمبر. ومن المقرر أن يدلي عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بتصريحات هذا الأسبوع، والتي قد تقدم إشارات إضافية حول مسار السياسة النقدية. وفي هذا الإطار، أكد كايل رودا أن “أي تغيير في توقعات اجتماع ديسمبر المقبل سيترك أثرا واضحا على تحركات أسعار الذهب”.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب
على الجانب الآخر، تصاعدت التوترات الجيوسياسية مع تنفيذ روسيا أكبر هجوم جوي لها على أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر. مما ألحق أضرارا جسيمة بالبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. وتؤدي مثل هذه التوترات إلى زيادة جاذبية الذهب كملاذ آمن. خصوصا في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
أداء الذهب في الأسواق مع تراجع الدولار
في تعاملات يوم الإثنين، ارتفعت أسعار الذهب مع تراجع الدولار الامريكي، وذلك نتيجة لتجدد المخاوف بشأن تطورات الصراع بين روسيا وأوكرانيا. وبنهاية التداولات، سجلت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر ارتفاعا بنسبة 1.75% (وهو ما يعادل 44.5 دولارا)، لتصل إلى 2614.60 دولارا للأوقية، وهو أول ارتفاع منذ جلسة 7 نوفمبر.
هذا الأداء يعكس زيادة الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية. خاصة بعد تقارير تفيد بسماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف مناطق في عمق الأراضي الروسية. مما يزيد من حالة الغموض حول مستقبل الصراع بين الدولتين.