قال ديمون، الرئيس التنفيذي لمؤسسة جي بي مورغان تشيس، إن الأحداث الجيوسياسية المتسارعة، والتي وصفها بـ”بداية الحرب العالمية الثالثة”، قد طغت على أهمية التوقعات الاقتصادية التقليدية.
وفي سياق جلسة ضمن الاجتماع السنوي لمعهد التمويل الدولي في واشنطن العاصمة، يوم الخميس الماضي، عبر “ديمون” عن قلقه إزاء النزاعات المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط. وأشار إلى التعاون المتزايد بين “خصوم الولايات المتحدة”. بما في ذلك روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران.
وأشار إلى أن التصريحات الأخيرة تشير صراحة إلى مساعي لتفكيك النظام الدولي الذي أُسس بعد الحرب العالمية الثانية بجهود أمريكية وغربية. مؤكدا على الدور المحوري لهذا النظام في تحقيق نمو اقتصادي عالمي غير مسبوق.
خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة
أكد جيمي ديمون أن خطر نشوب حرب عالمية بات وشيكا. مستشهدا بمعرفته بالتاريخ وبمقالة صحفية حديثة تؤكد بدء هذه الحرب بالفعل. ووصف الوضع الحالي بقوله: ‘هناك حروب تدور في الوقت الحالي في عدة دول’. ورغم أنه أشار إلى إمكانية التوصل إلى حلول سلمية. إلا أنه حذر من أن الأخطاء قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع.
قال ديمون: “لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه التحديات المعقدة. يجب علينا التحرك بشكل حازم وبناء حلول فعالة تضمن استمرارية نظامنا الديمقراطي الحر لعقود قادمة.”
صعوبة الاستعداد
أكد ديمون على تعقيد التخطيط للمستقبل في ظل التهديدات المتزايدة التي يشهدها العالم. وبينما رفض الخوض في التفاصيل. أشار إلى الحرب في أوكرانيا كدليل على أن الأحداث المستقبلية قد تكون أكثر خطورة مما نتوقع.
وقال: “يجب أن نكون واضحين تماما بأنه لا يمكن أن تكون هناك نتيجة سيئة هناك. لم نشهد من قبل حالة يهدد فيها شخص ما بابتزاز نووي”، مضيفا: “إذا لم يخيفك ذلك، ينبغي أن يخيفك”.
كما شدد ديمون على خطورة انتشار التكنولوجيا النووية، واصفا إياه بأنه الخطر الأبرز الذي يواجه البشرية. وأوضح أن حصول إيران على قنبلة نووية سيفتح الباب أمام دول أخرى لامتلاك هذه الأسلحة الفتاكة. مما يزيد من احتمالية حدوث كارثة نووية مدمرة في المدن الكبرى حول العالم.
التحذيرات المستمرة
منذ فترة، يطلق جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، إنذارات بشأن المخاطر التي تهدد الاستقرار العالمي. وفي أحدث تقرير للبنك عن نتائج الربع الثالث، شدد ديمون على أن التوترات الجيوسياسية الحالية قد تفاقمت بشكل كبير. محذرا من أن كيفية إدارة هذه الأزمات ستكون لها عواقب وخيمة على الأداء الاقتصادي العالمي في المستقبل القريب.
وفي أكتوبر الماضي، حذر راي داليو، أحد أبرز المستثمرين العالميين، من أن خطر نشوب حرب عالمية بين الولايات المتحدة والصين قد تضاعف تقريبا خلال العامين السابقين. حيث ارتفعت احتمالات حدوث ذلك من 35% إلى 50%.