أصدرت مؤسسة جيفريز، المتخصصة في الخدمات المالية والاستثمار، تقريرا يوم الخميس، تناولت فيه مسألة تسارع وتيرة الاحتباس الحراري العالمي الناتج عن تغير المناخ.
استنادا إلى نقاشات مع خبراء المناخ، يرى جيفريز وجود مؤشرات على تسارع وتيرة الاحترار العالمي، مع الإشارة إلى أن مدى هذا التسارع مرتبط بالفترة الزمنية التي يتم تحليل البيانات خلالها.
الأسباب المساهمة في تسريع وتيرة الاحتباس الحراري العالمي
شهدت الانبعاثات العالمية من الوقود الأحفوري زيادة هائلة خلال الستين سنة الماضية، حيث قفزت من حوالي 22 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا إلى ما يقرب من 40 جيجا طن بعد عام 2010. هذا الارتفاع المضاعف أربع مرات ساهم بشكل كبير في تسريع وتيرة الاحتباس الحراري العالمي.
رغم قدرة الأنظمة الطبيعية كالغابات والمحيطات على امتصاص جزء كبير من انبعاثات الكربون. إلا أن هذه القدرة تتراجع تدريجيا. ففي حين لا تزال هذه الأنظمة تمتص حوالي 55% من الانبعاثات. إلا أنها تواجه صعوبة في مواكبة الزيادة المستمرة في تركيز ثاني أكسيد الكربون بالجو.
سلط التقرير الضوء على العلاقة السببية القوية بين الزيادة المتراكمة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجة حرارة الأرض. وهو أمر مدعوم بقوة بنماذج محاكاة أنظمة الأرض. وبناء على معدلات الانبعاثات الحالية، تشير التقديرات إلى أن ميزانية الكربون المتاحة للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية ستنفد خلال سبع سنوات تقريبا. بينما ستنتهي الميزانية المخصصة للحد من الارتفاع إلى درجتين خلال 28 عاما. هذه الأرقام توضح بوضوح أن العالم يسير بخطى سريعة نحو تجاوز عتبات الاحترار الحرجة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة.
الأدلة العلمية
تؤكد الدراسات العلمية تسارعا واضحا في ظاهرة الاحتباس الحراري. فبعد أن ارتفعت درجة حرارة الكوكب بمعدل 0.18 درجة مئوية لكل عقد خلال العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين، زادت هذه الوتيرة بشكل ملحوظ لتتجاوز 0.27 درجة مئوية لكل عقد في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وتصبح هذه الحقيقة أكثر وضوحا عند النظر إلى الصورة الكبيرة ومقارنة فترات زمنية أطول. مما يشير إلى تغير مناخي متسارع وآثاره المتزايدة.
أما الفترات الزمنية الأقصر التي تبلغ 20 عاما، مثل الفترة 1970-1989 مقابل الفترة 2004-2023، فتظهر أدلة أقل على التسارع. مما يشير إلى أن الاستنتاجات حول اتجاهات الاحترار يمكن أن تختلف بناء على الأطر الزمنية المختارة.
أدت الإجراءات التنظيمية للحد من انبعاثات الكبريتات، التي كانت تعمل على تبريد الأرض عن طريق عكس أشعة الشمس، إلى تقليل تأثيرها التبريد. ويشير الخبراء إلى أن هذا التخفيض قد يسرع من وتيرة الاحتباس الحراري.
وقال جيفريز في المذكرة: “مع انخفاض الهباء الجوي، يقل التبريد، وقد يساهم ذلك أيضا في تسارع الاحترار”.
تعتبر تقنيات إزالة الكربون مثل احتجاز الكربون المباشر من الهواء والطاقة الحيوية مع احتجاز الكربون وتخزينه حلولا واعدة لمكافحة الاحتباس الحراري. ومع ذلك، فإن الحد من الاحترار بشكل كبير يتطلب تخفيضات عميقة في الانبعاثات. ويشدد التقرير على أن مستقبل المناخ مرتبط بشكل مباشر بمستوى انبعاثاتنا. وأن استمرار الزيادة في الانبعاثات يعني استمرار التغير المناخي وتفاقم آثاره.