أظهرت دراسة أميركية حديثة تأثيرات فورية للسجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حال عدم احتوائها على النيكوتين. أجريت الدراسة من قبل باحثين في جامعة أركنسو للعلوم الطبية، الذين أشاروا إلى المخاطر الصحية المحتملة لهذه السجائر على المدى القصير، مع تساؤلات مقلقة حول تأثيراتها طويلة الأمد. من المتوقع أن تعرض نتائج هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي لجمعية طب الأشعة في أميركا الشمالية (RSNA) الأسبوع المقبل.
السجائر الإلكترونية، أو ما يعرف بـ”الفايب”، هي أجهزة تعمل بالبطارية لتسخين سوائل تحتوي على نكهات ومواد كيميائية، مع أو بدون نيكوتين، لإنتاج رذاذ يستنشقه المستخدمون إلى الرئتين. وعلى الرغم من تسويقها كبديل أقل ضررا للسجائر التقليدية بسبب تقليلها للمواد السامة وغياب عملية الاحتراق، فإن الأدلة العلمية تشير إلى تزايد المخاطر الصحية المرتبطة بها.
كما تشير الدراسات إلى أن السجائر الإلكترونية قد تؤثر سلبا على وظائف الأوعية الدموية والرئتين. بالإضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي. كما أن استخدامها واسع الانتشار بين الشباب بسبب تنوع النكهات الجذابة يثير قلقا كبيرا بشأن تأثيرها السلبي على الأجيال المستقبلية.
المقارنة بين السجائر الإلكترونية والتقليدية
شارك في الدراسة 31 شخصا تتراوح أعمارهم بين 21 و49 عاما من مدخني السجائر التقليدية والإلكترونية. كما تمت مقارنة النتائج ببيانات 10 أفراد غير مدخنين تتراوح أعمارهم بين 21 و33 عاما.
خضع المشاركون لفحوص بالرنين المغناطيسي قبل وبعد استخدام السجائر سواء تلك التي تحتوي على النيكوتين أو الخالية منه. وقد تضمنت القياسات سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي، ومستوى تشبع الأكسجين في الأوردة، والذي يعكس قدرة الدم على نقل الأكسجين بعد تغذية أنسجة الجسم. كما تم قياس استجابة الأوعية الدموية في الدماغ.
وأظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في سرعة تدفق الدم في الشريان الفخذي بعد استخدام السجائر. مع تأثير أكبر للسجائر الإلكترونية المحتوية على النيكوتين. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ تراجع في مستويات تشبع الأكسجين في الدم لدى مستخدمي هذا النوع من السجائر. مما يعكس انخفاضا في قدرة الرئتين على امتصاص الأكسجين بشكل فوري.
تعليقات الباحثين
الدكتورة ماريان نبوت، الباحثة الرئيسية للدراسة، أكدت أهمية هذه النتائج. وقالت: “تُظهر هذه الدراسة التأثيرات الحادة التي يمكن أن يسببها التدخين الإلكتروني والتقليدي على الأوعية الدموية في الجسم”.
وأضافت عبر موقع الجامعة: “إذا كان للاستخدام الفوري للسجائر الإلكترونية تأثيرات واضحة. فإن الاستخدام المزمن قد يؤدي إلى أمراض وعائية خطيرة”. كما شددت على أن الرسالة الأهم للجمهور هي أن السجائر الإلكترونية ليست خالية من الأضرار. وأن الامتناع عن التدخين يظل الخيار الأكثر أمانا للحفاظ على الصحة.
