أشار تقرير حديث صادر عن خبراء في سيتي بنك إلى أن الصين تتخذ تدابير استباقية منظمة لمواجهة أي إجراءات انتقامية محتملة من الاتحاد الأوروبي في ظل التوترات التجارية الحالية، مع الحرص على الحفاظ على نهج دبلوماسي معتدل.
وأثارت الخطوة الأوروبية الأخيرة في فرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية قلقا كبيرا في بكين. وردا على ذلك، أبدت الصين حذرا شديدا، مع التأكيد على أهمية الحوار لحل الخلافات. ولكنها في الوقت نفسه حذرت من عواقب التصعيد التجاري، وفقا لما ذكره تقرير لبنك سيتي.
التحقيقات الصينية في واردات البراندي ولحم الخنزير
كجزء من إجراءات الاستجابة الأولية، أجرى البنك المركزي الصيني فحوصات دقيقة على واردات البراندي ولحم الخنزير القادمة من الاتحاد الأوروبي. ولتحديد أكثر دقة، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن إجراء تحقيق رسمي لمكافحة الإغراق في واردات البراندي. مع التركيز بشكل خاص على فرنسا التي تغطي 99.3% من إجمالي واردات الصين من هذا المنتج.
ورغم ذلك، ترى سيتي بنك أن أي رسوم جديدة على البراندي لن تؤثر بشكل كبير على سوق الكحول الصيني، خاصة بعد استئناف استيراد البراندي الأسترالي.
كما تشير البيانات إلى أن الصين، بصفتها أكبر مستهلك عالمي للحم الخنزير، استوردت من الاتحاد الأوروبي ما قيمته 6.9 مليار دولار أمريكي من لحم الخنزير في عام 2023، وهو ما يمثل نسبة 47.9% من إجمالي وارداتها. ومع هذا الاعتماد الكبير، أعلنت الصين عن إجراء تحقيق لمكافحة الإغراق في هذه الواردات.
ويركز التحقيق على الموردين الرئيسيين مثل إسبانيا وهولندا والدنمارك وفرنسا. وبالرغم من الاكتفاء الذاتي النسبي من الإنتاج المحلي وانخفاض معدلات التضخم. فإن فرض أي رسوم إضافية على واردات لحم الخنزير قد يعزز موقف الصين التفاوضي، كما تشير إليه توقعات بنك Citi.
تقييم الصين للممارسات التجارية الأوروبية
أشار البنك إلى أن الصين قد شرعت في إجراء تقييم شامل للممارسات التجارية للاتحاد الأوروبي، والتي تشمل تحليل الحواجز التي تواجه صادراتها من مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية والتكنولوجية. ومن بينها معدات الطاقة المتجددة ومكونات الأمن.
كما يأتي هذا التحقيق، والذي من المتوقع أن يستمر حتى منتصف أبريل 2025، ردا على التحقيقات السابقة التي أجراها الاتحاد الأوروبي بشأن الدعم المالي الصيني للصناعات وشروط الوصول إلى أسواقها.
النهج الصيني في المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي
يرى البنك أن صبر الصين يعكس سعيها للحوار بدلا من الصراع. وذلك لحماية مصالحها الاقتصادية المرتبطة بالأسواق العالمية.
كما تشير توقعات “سيتي بنك” إلى أن الصين ستتبنى نهجا معتدلا في المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي. سعيا للتوصل إلى حلول توافقية تحافظ على المصالح المشتركة، مع الحرص على عدم تصعيد التوترات.
وفي الختام، ترى سيتي بنك أن الصين قادرة على اتخاذ إجراءات انتقامية متعددة في مواجهة التوترات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مثل فرض رسوم جمركية أو إجراء تحقيقات تجارية. ومع ذلك، ترجح البنك أن تفضل بكين الحلول الدبلوماسية، مع إبقاء جميع الخيارات مفتوحة.