وفقا لأحدث استطلاع للرأي الذي أجراها الاحتياطي الفيدرالي، يظهر أن استمرار التضخم وارتفاع أسعار الفائدة لفترة طويلة يشكلان تحديات كبيرة للاستقرار المالي. كما أشار الاستطلاع، الذي شمل آراء المشاركين في السوق المالية، والأكاديميين، وجهات اتصال أخرى، إلى أن القضايا الجيوسياسية والانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة في عام 2024 قد تكون مصادر لصدمات اقتصادية محتملة.
نتائج استطلاع الرأي الأخير للربع السنوي من الاحتياطي الفيدرالي
تم نشر نتائج الاستطلاع النصف السنوي يوم الجمعة كجزء من تقرير الاستقرار المالي الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي. حيث يهدف هذا التقرير إلى فحص الرافعة المالية والمخاطر والعوامل الاقتصادية الأخرى لتحديد النقاط المحتملة للاضطرابات.
بالرغم من اتخاذ إجراءات قوية لرفع أسعار الفائدة منذ أكثر من عامين بهدف مكافحة التضخم. يظهر التقرير أن النظام المالي لم يتعرض لمخاطر ذات نطاق واسع. ومع ذلك، فإن مرونة القطاع المالي قد تشكل تحديات للمسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي. الذين يسعون إلى تباطؤ النمو الاقتصادي لتحقيق هدف البنك المركزي المتمثل في تحقيق معدل التضخم المستهدف البالغ 2%.
أبدت جهات الاتصال التي تمت مقابلتها في شهر مارس شكوكها بشأن استمرار انخفاض معدل التضخم. مع توقعات بعدم حدوث خفض في أسعار الفائدة بالسرعة المتوقعة سابقا. وتزايدت حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية مثل العنف في إسرائيل والشرق الأوسط، والصراع الدائر في أوكرانيا، والتوترات السياسية المحلية. وكانت هذه من بين أهم المخاوف التي تم تسليط الضوء عليها كتهديدات للنظام المالي.
علامات الاستقرار المالي
على الرغم من اعتراف التقرير ببعض المخاوف المتعلقة بانخفاض قيمة العقارات التجارية وزيادة الرافعة المالية في بعض صناديق التحوط الكبيرة. إلا أنه أشار أيضا إلى علامات الاستقرار. فتضمنت هذه العلامات انخفاض الدين الخاص مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي. وقدرة الشركات القوية على خدمة الديون، وتواضع إجمالي ديون الأسر المعيشية.
وصف التقرير النظام المصرفي بأنه سليم ومرن، متمتعا بمستويات قوية لرأس المال والسيولة، على الرغم من تراجع الائتمان للشركات الصغيرة. ولكن بقي عدد الشركات التي أبلغت عن نقص في التمويل منخفضا. تعكس هذه النتائج مشهدا اقتصاديا معقدا. حيث يواصل الاحتياطي الفيدرالي مراقبة المؤشرات المختلفة بحثا عن علامات الإجهاد أو عدم الاستقرار.