كشفت المملكة العربية السعودية عن مبادرة جديدة تحمل اسم “شراكة الرياض العالمية للتصدي الجفاف“. حيث خصصت 150 مليون دولار لدعم الجهود الدولية وتعزيز التعاون مع الجهات والمنظمات ذات الصلة على مدار السنوات العشر القادمة. كما تهدف هذه المبادرة إلى تبني استراتيجيات استباقية لمواجهة تحديات الجفاف. جاء هذا الإعلان من قِبل وزير البيئة والمياه والزراعة، المهندس عبد الرحمن الفضلي، خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر الأطراف “كوب 16” الذي يعقد حاليا في العاصمة الرياض.
أهداف المبادرة للتصدي للجفاف
تهدف هذه المبادرة إلى توحيد الجهود بين الدول والمجتمعات المتأثرة بالجفاف لمواجهة تحديات هذه الظاهرة وتعزيز القدرة على التكيف والصمود أمامها في أكثر من 80 دولة حول العالم.
وأوضح المهندس الفضلي أن المملكة تهدف من خلال هذه المبادرة إلى الانتقال من الإغاثة التفاعلية بعد وقوع الجفاف إلى الاستعداد الاستباقي. ما يسهم في تمكين المجتمعات والدول من التعامل بفعالية مع تحديات الجفاف والتغير المناخي.
وأشار إلى تقارير دولية تظهر أن أكثر من 100 مليون هكتار من الأراضي الزراعية والغابات والمراعي تتدهور سنويا. ما يؤثر سلبا على حياة أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم. وأضاف أن الخسائر الناجمة عن ذلك تقدر بحوالي 6 تريليونات دولار سنويا. إلى جانب الأضرار التي تطال التنوع البيولوجي وتسارع التغير المناخي. ما يؤدي إلى زيادة الهجرة وتهديد الأمن والاستقرار في العديد من المجتمعات.
كما تواصل المملكة تكثيف جهودها في مكافحة تدهور الأراضي من خلال مبادرة “السعودية الخضراء”. حيث التزمت بإعادة تأهيل أكثر من 74 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة. وقد تم بالفعل تأهيل 94 ألف هكتار وزراعة 49 مليون شجرة ونبتة منذ عام 2021.
التعاون الدولي
تسعى الرياض لتسريع التعاون الدولي لوقف تدهور الأراضي وعكس آثاره. من خلال مبادرات مثل “الشرق الأوسط الأخضر” ومبادرة “مجموعة العشرين العالمية للأراضي”، التي أطلقتها المملكة في عام 2020 بهدف تقليص نسبة الأراضي المتدهورة بمقدار 50% بحلول عام 2040.
كما تقدم المملكة من خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف “كوب 16” حدثا استثنائيا يعكس طموحاتها والتزامها برفع مستوى الوعي العالمي حول القضايا المرتبطة بتدهور الأراضي والجفاف والتصحر. كما تسعى إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، المنظمات غير الحكومية، والمجتمع العلمي لتبادل الأفكار وتوفير حلول تمويلية عاجلة لهذه التحديات.
بهذا النهج، تبرهن المملكة على ريادتها في مواجهة قضايا الجفاف وتدهور الأراضي. وتعزز مكانتها كشريك عالمي لتحقيق التنمية المستدامة ومكافحة آثار التغير المناخي.