شهدت أسعار النفط ارتفاعا يوم الأربعاء، حيث كانت الأسواق تقيّم التوترات الجيوسياسية واحتمالات تمديد “أوبك بلس” لتخفيضات الإنتاج في ظل ضعف الطلب.
بحلول الساعة 04:40 بتوقيت غرينتش، صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 16 سنتا أو 0.2% لتصل إلى 73.78 دولار للبرميل. كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 14 سنتا أو 0.2% لتسجل 70.08 دولار.
وفي يوم الثلاثاء، حقق خام برنت أكبر زيادة له خلال أسبوعين، مسجلا ارتفاعا بنسبة 2.5%.
تأثير التوترات الجيوسياسية على سوق النفط
وقالت المحللة في “فيليب نوفا”، بريانكا ساشديفا، إن التوترات الجيوسياسية، مثل وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و”حزب الله”، وفرض كوريا الجنوبية الأحكام العرفية بشكل محدود، إضافة إلى الهجوم الذي شنته القوات المتمردة في سوريا والذي يهدد بوجود قوات من دول منتجة للنفط، قد دعمت أسعار النفط. ومع ذلك، أضافت أن أسواق النفط لا تتوقع زيادة كبيرة في العرض عام 2025. وسط إشارات من الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، على ضعف الطلب.
كما أوضحت ساشديفا أن “الطلب الأضعف من الصين يثير القلق بشأن سوق النفط. حيث قد يواجه أكبر مستورد للنفط الخام في العالم تحديات في الحفاظ على حصته الكبيرة من الطلب العالمي بحلول عام 2025”.
ومن ناحية أخرى، أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 1.2 مليون برميل الأسبوع الماضي. في حين زادت مخزونات البنزين بمقدار 4.6 مليون برميل. وجاء هذا الارتفاع على الرغم من عطلة عيد الشكر التي يشهد فيها الطلب عادة زيادة مع سفر العائلات.
ومن المنتظر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بيانات رسمية عن المخزونات يوم الأربعاء في الساعة 10:30 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (15:30 بتوقيت غرينتش). ويتوقع المحللون الذين استطلعت “رويترز” آراءهم انخفاضا قدره 700 ألف برميل في مخزونات الخام. وزيادة قدرها 639 ألف برميل في مخزونات البنزين.
احتمال تمديد تخفيضات الإنتاج من “أوبك بلس”
وأشارت مصادر في صناعة النفط إلى أن أسعار النفط مدعومة أيضا من تحركات “أوبك بلس”، التي من المرجح أن تمدد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل، حيث سيعقد الأعضاء اجتماعا يوم الخميس. وتتطلع “أوبك بلس” إلى تخفيف هذه التخفيضات تدريجيا في المستقبل القريب.
وفي تحليل للمحلل في بنك الكومنولث الأسترالي، فيفيك دار، أشار إلى أن التحدي الأكبر أمام “أوبك بلس” في العودة لإمدادات أكبر هو أن نمو الإمدادات من خارج المنظمة في عام 2025 من المتوقع أن يتفوق على نمو الطلب العالمي. حيث من المرجح أن يرتفع الطلب العالمي بمقدار مليون برميل يوميا فقط، في وقت لا يزال فيه الطلب الصيني ضعيفا.
من ناحية أخرى، أعلنت إسرائيل يوم الثلاثاء أنها ستستأنف الحرب مع “حزب الله” إذا انهارت الهدنة بينهما. مشيرة إلى أنها ستنفذ هجمات في عمق لبنان. جاء هذا التصريح بعد أسوأ يوم من الخسائر البشرية منذ أن توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي. في سوريا أفادت تقارير عن تقدم قوات المعارضة في مواجهة القوات الحكومية. مع اقترابها من مدينة حماة بعد السيطرة المفاجئة على حلب الأسبوع الماضي.