أفاد الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، يوم السبت، بأن كولومبيا ستقوم بوقف جميع صادراتها من الفحم إلى إسرائيل، في ظل استمرار النزاع العسكري الدائر في قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقف صادرات كولومبيا من الفحم إلى دولة إسرائيل
نشر الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، أعلن فيها قائلا: “سنقوم بوقف صادرات كولومبيا من الفحم إلى دولة إسرائيل. ولن نستأنفها حتى يتم وقف أعمال الإبادة”.
كما تعتبر كولومبيا المزود الرئيسي للفحم إلى إسرائيل، إذ تشكل صادراتها نصف واردات الفحم الإسرائيلية. وبلغت قيمة هذه الصادرات إلى تل أبيب حوالي 450 مليون دولار أمريكي خلال العام المنصرم. بهذا، تعد كولومبيا المصدر الأكبر والأكثر أهمية لإسرائيل في مجال الفحم.
وجاء في مرسوم صادر عن وزارة التجارة والصناعة أن قرار وقف تصدير الفحم إلى إسرائيل سيظل نافذا “حتى يتم الالتزام الكامل بالتدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في سياق تنفيذ اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة”. كما أكدت الوزارة أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان احترام تام لهذه التدابير من أجل تحقيق العدالة وفقا للقوانين الدولية المعمول بها.
كما صرّحت الحكومة الكولومبية بأن هذا الإجراء سيبدأ تنفيذه بعد مرور خمسة أيام على نشره في الجريدة الرسمية. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الحكومة أن هذا القرار لن يشمل السلع والبضائع التي سبق وأن حصلت على إذن مسبق بتصديرها. بذلك، فإن تطبيق هذا الإجراء سيتم بشكل تدريجي وسيقتصر فقط على الشحنات الجديدة التي لم تمنح تصاريح تصدير بعد. بينما ستظل السلع المصرح بها قادرة على مغادرة البلاد وفقا للترتيبات السابقة.
ويوم الخميس الماضي، أبدت جمعية التعدين الكولومبية قلقها العميق بشأن الاحتمال القائم لتعليق صادرات الفحم. في بيان أصدرته الجمعية التي تمثل قطاع التعدين، أشارت إلى أن “إسرائيل تُعد وجهة أساسية وهامة لصادرات الفحم الحراري الكولومبي”. وأكدت الجمعية في بيانها أن اتخاذ هذه الخطوة قد يؤدي إلى تهديد “الثقة في الأسواق والإضرار بالاستثمارات الأجنبية”. هذا التحذير يعكس المخاوف الكبيرة من تداعيات هذا القرار على العلاقات التجارية واستقرار السوق الكولومبية في هذا القطاع الحيوي.
تدهور العلاقات بين كولومبيا وتل أبيب
في شهر مايو الماضي، قررت بوغوتا قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، وأكد غوستافو بيترو، رئيس الحكومة، أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “تقوم بعمليات إبادة” ضد الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، قام الرئيس الكولومبي بتعليق عمليات شراء الأسلحة المصنوعة في إسرائيل. وهو أمر يثير الاهتمام نظرا لأن إسرائيل تعد واحدة من الموردين الرئيسيين للأسلحة لقوات الأمن في كولومبيا.
في نفس الشهر، دعا المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد بنيامين نتنياهو. بينما أعلنت بوغوتا عزمها فتح سفارة في رام الله بالأراضي الفلسطينية.