مع بداية عام 2025، يبدو أن التفاؤل يسيطر على أجواء المستثمرين في أسواق الأسهم، إلا أن بعض التحديات قد تشكل عوائق مؤثرة على أداء السوق. فيما يلي استعراض لأبرز المحفزات والتحديات التي قد تواجه السوق خلال هذا العام.
توقعات نمو أرباح القطاعات خلال العام
يشهد الاقتصاد الأمريكي قوة ملحوظة، حيث سجل الناتج المحلي الإجمالي نموا بنسبة 3%. علاوة على ذلك، يتوقع أن تحقق الشركات أرباحا قياسية للعام الثاني على التوالي، ليس فقط في قطاع التكنولوجيا، ولكن أيضا في القطاعات التي تعتبر أقل من قيمتها الحقيقية، مثل قطاع الرعاية الصحية والصناعات والمواد.
تشير البيانات إلى أن قطاع التكنولوجيا يحتل الصدارة بنسبة 21%. يليه قطاع الرعاية الصحية بنسبة 20%. ثم الصناعات بنسبة 19%. والمواد بنسبة 18%. أما السلع الاستهلاكية الأساسية والطاقة، فتساهمان بنسبة أقل، حيث تبلغ مساهمتهما 5% و4% على التوالي. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تظل هوامش الربح قريبة من مستويات قياسية تصل إلى 12%. مما يعكس قدرة الشركات الأميركية على الحفاظ على جزء كبير من إيراداتها كأرباح.
عوامل تهدد أسواق الأسهم في 2025
رغم المؤشرات الإيجابية التي تدعم استمرارية موجة الصعود، تبرز أربعة تحديات رئيسية قد تعرقل هذا الاتجاه.
أولا، سياسة الاحتياطي الفيدرالي تشكل مخاطرة محتملة. حيث إن الإبقاء على معدلات الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم قد يضر بسوق العمل.
ثانيا، السياسات الأميركية رغم فوائدها للصناعات المحلية. فإن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تعوق النمو الاقتصادي.
ثالثا، هناك مخاوف من حدوث فقاعة في قطاع التكنولوجيا، مع بلوغ أسعار الأسهم مستويات قياسية واعتمادها على “قصة الذكاء الاصطناعي”. مما قد يؤدي إلى ركود في أسعارها إذا لم تحقق زيادات ملموسة في الإنتاجية أو الأرباح.
وأخيرا، يشكل ارتفاع عائدات السندات تحديا كبيرا، حيث يؤدي ذلك إلى ضغوط على سوق الأسهم، خاصة مع ارتفاع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.63%، وهو أعلى مستوى منذ مايو/أيار. ويرى جوليان إيمانويل من “Evercore ISI” أن تجاوز عائدات السندات 4.75% قد يدفع السوق إلى حركة تصحيحية أعمق، في حين أن تجاوزها 5% قد يهدد استمرار السوق الصاعد.