عبد الفتاح برهان وخطاب القوة.. هل هي رسالة للداخل أم الخارج؟
أحدث الخطاب الذي وجهه رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، على مسمع من المئات من القيادة التابعين له وعناصره في
القاعدة العسكرية حطاب التي تقع شمالي الخرطوم-، العديد من التساؤلات المتعلقة خاصة بلغة خطابه التي تعبر عن مواقفه الجديدة.
و تجدر الإشارة إلى أن هذا الخطاب جاء بلا مناسبة و تميز بحماسه الحاد في الإلقاء، حيث أكّد على أنه على أهبة الاستعداد للقتال من أجل السودان
و كان في الأثناء يحمل مسدسه الشخصي.
عبد الفتاح برهان وخطاب القوة
الخطاب كان موجها بصفة واضحة إلى حزب المؤتمر الوطني، الذي كان يحكم سابقا والحركة الإسلامية “التي تقع خلفه” التي وصفها بـ “التخفي وراء الجيش” و أكد أن المؤسسة العسكرية مستقلة ولا تتبع أي حزب..
إذ يقول “الذين يتهمون الجيش بموالاة بعض الأحزاب نقول لهم: الجيش ليس له فئة أو حزب، ولن يدافع في يوم من الأيام عن فئة أو حزب…
نحذّر من يريدون التخفي وراء الجيش، وكلام خاص للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية نقول لهم: ابعدوا وارفعوا أياديكم عن القوات المسلحة”
وأن الأخيرة “لن تسمح لأي فئة أن تعود من خلالها سواء المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو غيره.. نحن جيش السودان.”
ما السبب وراء هذا الهجوم على “المؤتمر الوطني” والإسلاميين؟
اعتبره البعض قد قام بترتيب خطابه في منصة عسكرية في قاعدة جديدة للعمليات، من أجل توجيه رسالته إلى الخارج
أكثر من الداخل وكان ذلك قبل بضع ساعات من مغادرته لمصر ليشارك في المؤتمر الدولي للمناخ.
هذا وأشارت بعض المصادر الدبلوماسية إلى أن السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا قد عبروا لبرهان عن تخوفهم وقلقهم من أن يعود التيار
الإسلامي من جديد.
كما زار مبعوث سعودي خاص الخرطوم مؤخرا، وأخبر البرهان أنهم لن يكونوا داعمين لحكومة يكون للإسلاميين نفوذ أو تأثير عليها.
ويشار إلى أن للمجتمع الدولي ولدول الإقليم تأثير على المشهد السياسي بالسودان، وأن القرارات والإستراتجيات السياسية
الداخلية لا تتخذ بمعزل عن ما يوجد بالخارج.