الأزمات العالمية المتتالية و أثرها على العملات الرقمية
يشهد الاقتصاد العامي اليوم عديد الأزمات و الانتكاسات التي أثرت على مجالات عديدة
و أصبح الوضع العالمي يثير القلق و الحيرة حول ما تخفيه الأيام القادمة.
و قد أثيرت عديد المسائل حول الوضع الاقتصادي في المنتدى الاقتصادي العالمي و نظرة الخبراء
لاقتصاد سنة 2023 و كانت كل التوقعات قاتمة و توحي بأزمة كبيرة و مستفحلة.
حيث أكد تقرير المنتدى أن صندوق النقد الدولي يتوقع ركود اقتصادي كبير قد يصيب ما يقارب ثلث الاقتصاد العالمي.
تأثير الركود الاقتصادي العالمي على سوق العملات الرقمية
تأزم الوضع الاقتصادي العالمي أثار قلقا كبيرا بالنسبة لرواد أسواق العملات الرقمية التي حققت
في السنوات الأخيرة عديد المكاسب و النجاحات الكبيرة.
و التخوفات تعود إلى انخفاض نسبة الادخار في الولايات المتحدة الأمريكية بما يقارب 2.3 بالمائة.
نسبة الادخار هي النسبة التي يتم تركها للاستثمار من بينها الاستثمار في العملات الرقمية
و تراجع نسبة الادخار توحي آليا بتراجع نسبة الاستثمار في العملات الرقمية.
الأزمات العالمية المتتالية و أثرها على العملات الرقمية
و على الرغم من الأرباح العالية التي تحققها أسواق العملة الرقمية إلا أن هذا التراجع في نسبة الادخار
و الاستثمار قد تدق ناقوس الخطر بالنسبة لهذا المجال الذي عرف بثباته و إقلاعه في السنوات الأخيرة.
كذلك الركود الاقتصادي قد يؤثر على إرتفاع أسعار العملات الرقمية الأمر الذي يصعب شراءها و يحتكرها الأثرياء.
و من الممكن أن تتواصل الأوضاع في التأزم و يؤثر ذلك سلبا على الاستثمار في العملات الرقمية
إلى حدود سنة 2024 حسب تقارير الخبراء و المختصين في المجال.
وتحاول الشركات التي تقف وراء العملات الرقمية المستقرة أن تضمن استمرار التساوي في القيمة
بين تلك العملات وأصول مستقرة مثل الدولار الأمريكي – بمعنى أن كل عملة رقمية واحدة تعادل واحد دولار،
على سبيل المثال.
يواكب ذلك إفلاس منصات تداول مثل “إف تي إكس” FTX، إحدى أكبر بورصات العملات المشفرة في العالم،
التي تعرضت لأزمة سيولة حادة وتدافع العملاء على سحب أموالهم، ما دفعها إلى إعلان إفلاسها،
وسط تقارير عن مخالفات مالية فادحة من جانب مسؤولي المنصة وتقديمهم للمحاكمة.