ينتظر مستثمرو الأسهم الأمريكية بترقب خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. بينما يواجهون في الوقت ذاته تحديات محتملة تتمثل في تقارير أرباح الشركات القادمة والتطورات السياسية. وتشير تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الأخيرة أمام الكونجرس إلى أن الاقتصاد الأمريكي ليس في حالة “سخونة زائدة”. مما يعزز احتمال اتباع سياسة نقدية أكثر مرونة من قبل البنك.
توقعات خفض أسعار الفائدة
يتزايد ترجيح خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. حيث ارتفعت توقعات المستثمرين من 50% إلى أكثر من 70% بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وتشير العقود الآجلة للصناديق إلى احتمال خفضها بنحو 50 نقطة أساس خلال العام الحالي.
كما يرى كبير مسؤولي الاستثمار في BMO Wealth Management أن قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة يعد بمثابة دفعة إيجابية لكل من الأسواق والمناخ الاقتصادي. وتشير توقعاته إلى احتمال ستة تخفيضات أخرى في أسعار الفائدة خلال العام القادم.
وتعد بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي لشهر يونيو، المقرر نشرها يوم الخميس، بمثابة نافذة مبكرة على مسار التضخم. ستلعب هذه البيانات دورا هاما في تحديد توقيت ومدى التيسير النقدي الذي قد يتخذه الاحتياطي الفيدرالي. ففي حال جاءت أرقام التضخم أعلى من التوقعات. قد تثير الشكوك حول الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة في الوقت القريب.
ويبدأ موسم أرباح الشركات يوم الجمعة مع صدور تقارير من البنوك الكبرى. ويراقب محللو السوق عن كثب حيث من المتوقع أن تشهد شركات S&P 500 نموا في الأرباح بنسبة 10.6٪ هذا العام و 14.5٪ في عام 2025. كما تلوح في الأفق حالة من عدم اليقين السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك في أعقاب أداء الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب في المناظرة الأخيرة.
تقلبات سوق الأسهم
يتوقع محللو Truist استمرار تقلبات سوق الأسهم بعد الارتفاع القوي في النصف الأول. لكنهم يظلون متفائلين بشأن آفاق الأسهم الأمريكية على المدى الطويل. ووفقا للبيانات التاريخية، تميل الأسهم إلى الارتفاع بعد خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى من قبل البنك الفيدرالي. بشرط أن يتجنب الاقتصاد الركود.
يمكن أن تساهم هذه السياسة في تعزيز أداء العديد من الشركات. خاصة الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة التي واجهت صعوبات في الفترة الماضية مقارنة بنظيراتها الأكبر. فعلى سبيل المثال، لم يظهر مؤشر راسل 2000، الذي يركز على الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة، سوى ارتفاع طفيف منذ بداية العام.
كما.قد تجد الشركات الصغيرة، التي تعتمد بشكل كبير على الاقتراض، دفعة إيجابية من انخفاض تكاليف القروض، كما تشير شركة جون هانكوك لإدارة الاستثمار. ولكن، من الضروريّ التأكيد على أن خفض أسعار الفائدة قد يكون مؤشرا على انكماش اقتصادي محتمل. حيث شهدت فترات سابقة انخفاضات كبيرة في السوق أعقبت خفض أسعار الفائدة بشكل أولي.
ووفقا لدراسات معهد ويلز فارجو للاستثمار، قد يساهم انخفاض أسعار الفائدة، الناتج عن تراجع التضخم، في تحسن أداء سوق الأسهم خلال الفترة من ستة أشهر إلى 18 شهرا. بينما قد تؤدي التخفيضات الحادة في أسعار الفائدة، المستخدمة كاستجابة للاضطرابات الاقتصادية أو السوقية الكبيرة، إلى نتائج عكسية على أداء الأسهم.