في السنوات الأخيرة، تم الترويج للوقوف كحل فعال لمواجهة نمط الحياة المستقر. خصوصا للأشخاص الذين يعملون في المكاتب ويقضون ساعات طويلة جالسين أمام شاشاتهم.
ولكن كشفت دراسة جديدة أجريت في أستراليا وهولندا أن الوقوف المطول قد يكون له آثار صحية سلبية مماثلة للجلوس. وربما يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض المهددة للحياة.
في إطار مشروع البنك الحيوي بالمملكة المتحدة. تم تتبع أنماط حياة يومية لـ 83013 شخص بالغ لمدة تقل قليلا عن سبع سنوات. وقد استخدم الباحثون أجهزة ارتداء على المعصم لجمع بيانات حول مستويات النشاط البدني، وأنماط النوم، وفترات الجلوس.
وكان مقدار الوقت الذي يقضيه الأفراد واقفين وجالسين متطابقا مع حالات أمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك أمراض الدورة الدموية والدوالي والقصور الوريدي المزمن والقرحة الوريدية.
الوقوف لا يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب
لم تظهر الدراسات أي دليل على أن الوقوف لفترات أطول خلال ساعات العمل يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وهذا يشير إلى أن تغيير وضعية الجلوس إلى الوقوف ليس حلا كافيا لمواجهة المشاكل الصحية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة.
أشار عالم الصحة السكانية ماثيو أحمدي من جامعة سيدني، وفقا لموقع “سينس أليرت”، إلى أن التركيز السابق على فوائد القهوة في خفض ضغط الدم وتحسين حساسية الأنسولين ومستويات الدهون الثلاثية قد يكون سببا في نتائج الدراسات الداعمة لها.
من ناحية أخرى، ركزت الدراسة على تأثير فترات الجلوس والوقوف الطويلة على دخول المستشفى والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية. والنتيجة كانت مفاجئة: لم يظهر أي فرق كبير بين المجموعتين، سواء من جلسوا أو وقفوا لفترات طويلة.
التسبب في أمراض الدورة الدموية
وفقا للدكتور أحمدي في “سينس أليرت”، فإن قضاء وقت طويل في الجلوس لا يرتبط بانخفاض أو زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ولكن الدراسات تشير إلى علاقة مباشرة بين الجلوس المطول وزيادة خطر الإصابة بأمراض الدورة الدموية.
وأوضح أن الوقوف لأكثر من ساعتين يوميا يزيد من هذا الخطر بنسبة 11% لكل نصف ساعة إضافية. وهو خبر سيئ لعمال التجزئة وصناعة المكاتب الدائمة.
لكن هذا لا يعني أن الجلوس هو الحل الأمثل. فكل ساعة إضافية بعد 10 ساعات من الجلوس تزيد خطر الإصابة بأمراض الدورة الدموية بنسبة 26%.
ورغم أنه لا يمكن للبحث أن يثبت أن الوقوف أو الجلوس يسبب الأمراض، لكنّه يضاف إلى سيل الأبحاث بشأن أهمية الحركة للجسم.
كما يشير أحمدي إلى أن النتيجة الأساسية من هذه الدراسة، التي نُشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة، هي أن الوقوف وحده لا ينبغي أن يُعتبر علاجا شاملا للأمراض الناتجة عن أنماط الحياة المستقرة والجلوس لفترات طويلة.