حذر محللون من RBC Capital Markets من تدهور سوق العمل، مع التركيز على شركات التكنولوجيا، وذلك في تقرير صدر اليوم.
ارتفاع عمليات التسريح في شركات التكنولوجيا
على الرغم من أن إجمالي أعداد الموظفين المفصولين لم يصل بعد إلى ذروته التاريخية. إلا أن الارتفاع الأخير في عمليات التسريح داخل شركات التكنولوجيا يمثل مؤشرا يستدعي المتابعة.
كما لفت المحللون الانتباه إلى ظاهرة ملحوظة تتمثل في ارتفاع حاد في عدد الموظفين المسرحين بشركات التكنولوجيا. ورغم أن هذا الارتفاع لا يبلغ حدة الموجة التي شهدناها في نهاية عام 2022 وبداية العام التالي. إلا أنه يظل مقلقا بالنظر إلى أنه ينافس أسوأ الفترات التي مرت بها الصناعة من حيث التسريحات.
وتظهر هذه النتيجة في ظل اتجاهات سوق العمل المتباطئة. حيث تقل أرقام الرواتب عن التوقعات بشكل ملحوظ في معظم الأشهر الأخيرة.
وقد فسرت RBC هذا الاتجاه على أنه دليل على أن سوق العمل لا يزال يمر بمرحلة انتقالية نحو الاستقرار. حيث لم تظهر عليه بعد مؤشرات واضحة لانكماش حاد.
ومع ذلك، فإن الارتفاع المفاجئ في عمليات تسريح العمال في قطاع التكنولوجيا يثير القلق. لا سيما بالنسبة للمستثمرين في القطاع وسوق الأسهم الأوسع نطاقا.
تأثير قطاع التكنولوجيا على أداء السوق العام
يحذر محللو RBC من أن الزيادة الحادة في تسريح العمال في قطاع التكنولوجيا قد لا تقتصر آثارها على هذا القطاع وحده. بل قد تمتد لتؤثر سلبا على معنويات المستثمرين وتغير بشكل جذري ديناميكيات السوق بشكل عام.
وفي ظل الدور المحوري الذي تلعبه شركات التكنولوجيا في قيادة السوق، فإن أي اختلالات في هذا القطاع قد تساهم في زيادة التقلبات وتؤثر سلبا على أداء السوق بشكل عام.
وأشار المحللون إلى ارتفاع طفيف في وتيرة تسريح العمال خلال شهر أغسطس. مع ذلك، فإن هذا الارتفاع يظل محدودا مقارنة بالزيادات الحادة التي شهدناها خلال فترات الانكماش الاقتصادي السابقة. كما أنه أقل من المستويات المرتفعة التي سجلتها عمليات التسريح في عامي 2023 و 2024، وكذلك في عام 2015.
كما يشير بنك RBC إلى أن عمليات تسريح العمال الجارية في قطاع التكنولوجيا، وإن لم تصل إلى حدة فترات الانكماش السابقة. قد تؤدي إلى تحولات جوهرية في ميزان القوى بين الشركات العاملة في هذا القطاع.
اتجاه المستثمرين نحو القطاعات المستقرة
قد يفضل المستثمرون تحويل استثماراتهم من قطاعات التكنولوجيا سريعة النمو إلى قطاعات أكثر استقرارا مثل المرافق والسلع الأساسية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة. وقد بدأ هذا التحول في الظهور. كما يتضح من الأداء القوي للقطاعات الدفاعية خلال الربع الثالث من عام 2024.
كما أشار محللو RBC إلى أن موجة التسريحات الحالية تأتي في ظل تقلبات اقتصادية واسعة وتزايد حالة عدم اليقين. لا سيما مع اقتراب الانتخابات واحتمالية تغير السياسات.
وقال المحللون إن تاريخ الأسواق يشير إلى تراجع مؤشر S&P 500 في شهري سبتمبر وأكتوبر من سنوات الانتخابات الرئاسية، على أن يتعافى بعد ذلك.
وفي الوقت نفسه، تتوقع RBC أن يشهد أواخر عام 2024 وبداية عام 2025 عدة تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
كما قد يخفف هذا من الضغوط على الاقتصاد بشكل عام. إلا أنه قد لا يكون كافيا لتهدئة المخاوف المتنامية حول سوق العمل، خاصة في قطاع التكنولوجيا.