مسؤولين سابقين فرنسيين يكشفون بعض الأسرار
كتاب يكشف الأسرار
أصدر مسؤولين سابقين في إدارة مراقبة التراب الوطني الفرنسية “دي إس تي” ريموند نارت و جون فرانسوا كلير و ميشال غيران،
كتابا جديدا، كشفوا فيه تفاصيل عن المعارك التي خاضتها المخابرات الفرنسية و خاصة ضد نشاط الإتحاد السوفياتي في فرنسا.
و في حوار للمسؤولين الثلاثة مع صحيفة “لوفيغارو” قالوا بأن المخابرات الفرنسية خاضت الحرب الباردة “من دون ذاكرة”،
و ذلك جراء حرق بعض من الأرشيف الفرنسي في فرنسا عام 1940، في حين نقل البعض الآخر إلى ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية،
ثم بعد هزيمة النازيين نقلت إلى روسيا قبل أن تسترجعها باريس عام 1990.
أوضح غيران أن جهاز المراقبة الداخلية بذل جهدا كبيرا بمساعدة الأميركيين تحديدا لضبط العمل المخابراتي الداخلي،
و مراقبة أنشطة العناصر السوفياتية على الأراضي الفرنسية.
المخابرات السوفياتية و عمليات التجسس
و لكن لم يبين كتاب المسؤولين الفرنسيين السابقين نشاط المخابرات السوفياتية على الأراضي الفرنسية، و خاصة ما تعلق منها بإختطاف
أو قتل معارضين في فرنسا، أو تنفيذ تفجيرات.
كما تم إلقاء القبض ،حسب ماذكره ريموند نارت، على الصحفي الفرنسي بيير تشارلز عام 1979 بعد ثبوت تعاونه مع المخابرات السوفياتية،
حيث كان يكتب مقالات و تقارير تحسن صورة السوفيات، و أوضح أن الزعيم السياسي فرانسوا انبرى مدافعا عنه لأنه نجل السينمائي الشهير
تشارلز باتي، المقرب سياسيا من تيار ميتران.
و قد ذكر المسؤولون الثلاثة في الكتاب وجود علاقات قوية لعناصر من الحزب الإشتراكي الفرنسي-حيث كان يتزعمه ميتران-
مع المخابرات السوفياتية،و أكدوا أن الرئيس ميتران نفسه كان يرفض بتاتا أن تسافر معه تلك العناصر المشبوه خلال زياراته الإتحاد السوفياتي.
تفاصيل عملية “وداع”
و في الحوار نفسه مع لوفيغارو بين المسؤولون المخابراتيون تفاصيل عملية “وداع” التي مكنت المخابرات الفرنسية من الحصول
على أكثر من 3 آلاف وثيقة من اللجنة العسكرية الصناعية السوفياتية، إلى جانب أسماء 215 جاسوسا، و قالوا إنها كانت عملية كبرى
ميزت السنوات الأخيرة من عمر الإتحاد السوفياتي. و بحسب ميشال غيران، فإن التجسس السوفياتي إستمر على الأراضي الفرنسية،
على الرغم من طرد 83 دبلوماسيا سوفياتيا ما بين 1960 و 1990، و أشار إلى أن هذا أمر طبيعي في عالم المخابرات
التي يحتاج فيها المسؤولون إلى التيقظ الدائم و المستمر للحفاظ على أمن البلاد،لأن التجسس مستمر و لن ينتهي