أزمة المغرب مع فرنسا وتونس
نشرت السفيرة الفرنسية بالمغرب، هيلين لو غال، بأن مشكلة مغني الراب،المسمى “الڭراندي طوطو”،اسمه الحقيقي طه فحصي،
الذي تم إلغاء حفلته المنتظر أن يحييها في فرنسا بسبب عدم حصوله على تأشيرة الدخول، حيث جاءت تغريدة هيلين لوغال حول
إقامة الحفل بعد أن تناقلت الصحافة المحلية خبر رفض تأشيرة دخول مغني الراب طه فحصي إلى التراب الفرنسي باستغراب،
كما استشهدت الصحف المحلية على سياسة باريس المجحفة مع المغاربة الراغبين في السفر إلى فرنسا،
حيث بات الحصول على التأشيرة مرهونا فيما يبدو بحيازة ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي ثم تدخُّل السفارة الفرنسية،
وهو أمر غير متاح لآلاف المغاربة الذين ينتظرون قبول طلباتهم من أجل تأشيرة صارت نادرة في الآونة الأخيرة.
قضية التأشيرات فتحت باب الأزمة الصامتة بين المغرب وفرنسا، والتي جاءت بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”
إلى الجزائر، ولكنه ليس هذا الخلاف الوحيد الذي استحوذ على الرأي العام في منطقة المغرب العربي،
بل لاقت كذلك الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين تونس والمغرب الاهتمام نفسه، إذ وصلت الأزمة إلى حد استدعاء البلدين الشقيقين
لسفرائهما من الرباط وتونس العاصمة.
أزمة المغرب: الرئيس التونسي يستفز الرباط
بدأت القصة منذ ان حطّت طائرة “إبراهيم غالي”، الأمين العام لجبهة “البوليساريو”، في ال26 من أغسطس الماضي،
بمطار قرطاج تمهيدا للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (تيكاد).
وقد وقف قيس سعسد الرئيس التونسي أسفل درج الطائرة في استقبال ضيفه المهم، ولم تتقبل المغرب بطبيعة الحال حضور أمين عام البوليساريو، فقاطعت القمة بداية، ثم استدعت سفيرها بتونس للتشاور بشأن هذه الواقعة.
وقد ردّت تونس على هذا التصعيد بالمثل أيضا، فاستدعت سفيرها في الرباط، مدافعة عن استقبال غالي بكونها مجبرة على الالتزام بقرارات الاتحاد الأفريقي، وأكدّت أيضا في الوقت نفسه أنها لم تخرج يوما عن حيادها في قضية الصحراء. بيد أن كل هذه المبررات لم تقنع المغرب الذي أبدى استعداده الكامل، كما حدث مع إسبانيا سابقا، للتعامل بحزم مع ما بدر من تونس في قضية الصحراء.