يشهد العالم اليوم ارتفاع الدولار الامريكي منذ بداية العام بنسبة تصل إلى 8.8 ٪ مقارنة باليورو والين الياباني و الجنيه الإسترليني.
هذا التضخم انجر عنه محاولة البنوك المركزية الكبرى الحد منه و مواكبة سرعة الفيدرالي في التشديد. و لكن هل هذا الارتفاع سببه عظمة الدولار أو انحطاط العملات الأخرى؟.
أسباب ارتفاع الدولار الامريكي؟
قام الاحتياطي الفيدرالي دورة التشديد الصارمة ورفع معدلات الفائدة، ساهم في تقوية الدولار. مما جعل المستثمرون الأجانب يبيعون الأسهم والسندات ويخزنون الأموال التي يتلقونها بالدولار. و لكن هذا النفوذ قد يتلاشى بسبب تسارع بعض البنوك المركزية في رفع الفائدة مثل بنك إنجلترا و بنك سويسرا. هذا التسارع قد يدفع الفيدرالي النضر بعين الاعتبار و إبطاء سلسلة زيادات الفائدة لتفادي تراجع الاقتصاد الأمريكي.
أسباب عجز الين الياباني
لطالما كان الين الياباني ملجأ موثوقا للمستثمرين والمتداولين الذين يريدون تجنب المخاطرة، ولكن في الوقت الحالي، يعمل البنك المركزي الياباني على إبقاء أسعار الفائدة ضئيلا بالقرب من 0%، مع التمسك بالسياسات التيسيرية وتتبع شراء السندات بكميات ضخمة. و بينما يخوض معظم العالم معركة التضخم، واجهة اليابان عديد العراقيل منها الانكماش و الجهود المكثفة لرفع التضخم، رغم هذه العراقيل فان الين شهد انتعاشة تم إحصائها ب 2%. و لكن هذا التقدم لا يساوي شيء أمام تقدم الدولار الأمريكي.
ارتفاع الدولار الامريكي و تراجع اليورو
رغم ارتفاع الدولار الامريكي, تكبد الاتحاد الأوروبي عناء تضخم عالية بعدما وصل إلى 8.1%، أعلى مستوى له على الإطلاق. و بالرغم من ذلك، البنك المركزي الأوروبي لم ينظر بعين الاعتبار لكل هذه الضغوط. و ألقى اللوم على جميع المركزي الأوروبي، مما جعل البنوك المركزية تتقدم عليه. والأكثر من ذلك، تمسكه بعدم رفع الفائدة وعدم إنهاء برنامج شراء السندات. و سيتفطن اليورو لهذا الضرر عندما تشهد أوروبا كسادا و ركودا قد يتساوى مع الدولار الأمريكي
ارتفاع الدولار الامريكي و انخفاض الجنيه الإسترليني
عجز بنك انجلترا من السيطرة على التضخم مما جعله يرفع الفائدة خمس مرات في الأشهر الأخيرة. و رغم كل هذه المحاولات لرفع الفائدة لم تفلح في الحد من هذا التضخم في الملكة المتحدة ولكن كل هذه الزيادات لم تنجح في تهدئة التضخم في المملكة المتحدة، الذي وصل لأعلى مستوى له في 40 عامًا عند 9.0%