انتهاء عصر نفوذ الدولار و البترودولار … والبديل لأوروبا هي روسيا والصين والهند
لن تبيع روسيا نفطا أو غازا للدول التي تفرض سقفا للأسعار كما يمكن أن تتجه لخفض الإنتاج في وقت لاحق،
ولكن لن تقف مكتوفة الأيدي، وستوسع التبادلات بالعملات الوطنية مع الدول الصديقة.
كما أكد وزير المالية الروسية في مقابلة مع بلومبرج أن روسيا في بحث دائم لأسواق جديدة لبيع نفطها،
وأن موسكو بالفعل وجدت تلك الأسواق وأهما الهند والصين.
وأشار أنطون سيلوانوف الوزير الروسي أن بلاده ستتعامل بالعملات الوطنية على غرار الين
والروبية في الاتفاقات التجارية مع الشركاء الأصدقاء بعيدا عن الدولار.
وأكد أنطون سيلوانوف أن بلاده ستوقف توريد النفط والغاز لأي دولة فرضت سقف لأسعار الطاقة
وحذر من أن بلاده ستخفض إنتاج النفط من 5 إلى 7% كمرحلة أولى ردا على سقف الأسعار.
هيمنة الدولار و البترودولار
ولفت أنطون سيلوانوف إلى أن موسكو تتجه لتعزيز المعاملات التجارية بالعملات الوطنية،
في إشارة إلى نهاية عصر البترودولار وهيمنة الدولار على المعاملات التجارية ومبيعات النفط.
وقال بأنه بعدما تخلفت أوروبا عن الوفاء بالتزاماتها، وجمدت احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية،
والتي كانت مخزنة بالدولار واليورو والجنيه الاسترليني فان عملة الدول الغربية أظهرت خطورتها بهذا.
وقال وزير المالية “بأن ما يخلق الأمن والاستقرار هو التحرك أكثر فأكثر مع شركائنا التجاريين إلى الحسابات بعملاتنا الوطنية”.
وأضاف وزير المالية الروسي بأن هذه العملة ستكون مطلوبة في الوقت الحالي لأن روسيا
في اعادة لهيكلة العلاقات التجارية من الغرب إلى الشرق.
الصين والهند البديل الأول لأوروبا:
قال سيلوانوف أن من أبرز الاقتصادات التي تسعى روسيا استبدالها بالأسواق الأوروبية هما الاقتصادين الصيني والهندي.
وأكد الوزير الروسي أن بلاده وجدت شركاء تجاريين جدد في الوقت الذي يبتعد الغرب عنها.
البحث عن أسواق جديدة للنفط الروسي
تسعى روسيا في البحث عن أسواق جديدة لنفطها بعيدا عن دول الغرب، كما أنها لن تخضع لسقف السعر
الذي حددته الدول الأوروبية، مع بحثها الدائم عن لوجيستيات بديلة حتى إذا كانت أكثر تكلفة،
وذلك حسب ما كشف عنه وزير المالية الروسي.
وحسب ما قاله الوزير كذلك بأن روسيا قد تضطر إلى الحد من حجم الإنتاج في مكان ما،
مضيفا بأن الشركات وشركات النفط تعيد توجيه خطوط إمدادها من الغرب إلى الشرق وإلى بلدان أخرى.
كما تبحث روسيا عن مستهلكين جدد للنفط بمأن الطلب على النفط سيزداد حسب توقعات الوكالات،
و مع بحثها عن أسواق جديدة تبحث موسكو كذلك عن لوجستيات جديدة رغم أنها يمكن أن تكون أكثر تكلفة،
وذلك حسب ما صرح به الوزير الروسي.
تشوهات السوق: انتهاء عصر نفوذ الدولار و البترودولار
وقال الوزير الروسي بأن “غدا ستقدم الدول الغربية على وضع سقوف أسعار لمنتجين آخرين، وهذا لا يمكننا الموافقة عليه،و لن نسمح بتوفير مصدر الطاقة الرئيسي لدينا ببعض الأسعار التي ستحددها الدول الغربية”
وأضاف أنطون سيلوانوف بأن تشوهات للأسعار وتشوهات للسوق ستطرأ جراء السقف السعري سواء للنفط أو للغاز.
أسعار النفط الروسي
قدر وزير المالية الروسي أسعار النفط بالميزانية عند 70 دولارا للبرميل، وأنه بحلول العام 2025 ستكون 65 دولارا للبرميل.
ووفقا لأنطون سيلوانوف، فان إيرادات النفط والغاز في الموازنة الاتحادية لروسيا تشكل نحو ثلث إجمالي الإيرادات.
وقال وزير المالية بأن بلاده عند التخطيط للميزانية تتحفظ كثيرا بشأن مؤشرات أسعار موارد الطاقة، وتسعى روسيا في العام المقبل لخفض العجز بها إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وأقل من 1% بحلول العام 2025، ولكن تبلغ الديون حاليا حوالي 18٪ من الناتج المحلي.
أمريكا تستفيد وأوروبا تخسر: انتهاء عصر نفوذ الدولار و البترودولار
أكد وزير المالية بأن روسيا ترفض توريد النفط بموجب عقود تحدد حدود الأسعار التي تقدمها الدول الغربية، وأن المستفيد الأول من العقوبات الغربية هي أمريكا.
وقال أنطون سيلوانوف بأن تأثير العقوبات الغربية على روسيا كان بالقدر نفسه تأثيره على أوروبا، وأضاف بأن خطط الأمريكان نجحت حيث زادت إمداداتهم من النفط والغاز إلى السوق الأوروبية وهنا يكون المستفيد هي أمريكا والخاسر هي أوروبا.
روسيا تخفض إنتاج النفط
وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي للتلفزيون الرسمي الروسي إن في أوائل عام 2023 روسيا قد تخفض إنتاج النفط بما يتراوح بين خمسة وسبعة بالمائة ردا على سقف الأسعار الذي تفرضه الدول الغربية على نفطها الخام ومنتجاتها المكررة، وقد توقف المبيعات للدول.
قال نوفاك إن التخفيضات قد تصل إلى نحو 500-700 ألف برميل يوميا ،في أول تصريحات تفصيلية بشأن رد روسيا على السعر الأقصى الذي قرره الغرب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأضاف أنه هناك طلبا عالميا على منتجات الطاقة الروسية بالرغم من جهود أوروبا لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسي ، مشيرا إلى أن موسكو تسعى في تنويع مستوردي منتجاتها.
وبمأن أوروبا فرضت قيودا على أسعار الغاز كما فعلت مع النفط فانه من المحتمل أن توقع عجزا محتملا في الغاز كذلك. وقال نوفاك إنه سيكون من الصعب دعم تنمية الاقتصاد العالمي بدون الطاقة الروسية.
60 دولار سقفا سعريا للنفط
ابتداء من الخامس من ديسمبر وفيما يتعلق بالنفط، فرض الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وأستراليا سقفا سعريا عند 60 دولارا للبرميل.
أما بالنسبة لواردات الخام الروسي المنقولة بحرا فقد حظر الاتحاد الأوروبي وبريطانيا عليها، وتعهدت كندا واليابان والولايات المتحدة بالقيام بنفس الشيء.
وقال نوفاك “اليوم هو 60 دولارا، وغدا قد يكون أي شيء، والاعتماد على بعض قرارات الدول المعادية أمر غير مقبول بالنسبة لنا “.
وأوضح نوفاك بأن الدول التي انضمت إلى قرار فرض حد أقصى للسعر والشركات التي تشترط الامتثال له سوف تحظر روسيا البيع لها النفط ومنتجاته.