كشفت الأرقام الرسمية الصادرة يوم الأربعاء عن ارتفاع ملحوظ في الصادرات الألمانية خلال شهر أغسطس الماضي. ويعزى هذا الارتفاع إلى الزيادة القوية في الطلب من الأسواق الرئيسية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. مما فاجأ التوقعات السابقة التي أشارت إلى احتمال انخفاض الصادرات.
ارتفاع مفاجئ في الصادرات الألمانية
سجلت الصادرات ارتفاعا طفيفا بنسبة 1.3% في شهر أغسطس مقارنة بالشهر الذي سبقه، وفقا لأحدث البيانات الرسمية.
على عكس التوقعات التي أشارت إلى انخفاض بنسبة 1%، وفقا لاستطلاع أجرته رويترز، جاءت النتيجة مختلفة.
وأشار فولكر تراير، رئيس التجارة الخارجية في غرفة التجارة الألمانية، إلى أن الارتفاع الطفيف في الصادرات، رغم كونه مؤشرا مشجعا، إلا أنه لا يمثل تحولا جذريا في الوضع الاقتصادي. ولا يبرر التفاؤل الزائد.
كما أشار إلى أن اقتصاد الصادرات يعاني من ضغوط متعددة تشمل ارتفاع التكاليف (طاقة، ضرائب، رواتب) وبيروقراطية معقدة.
وأوضح أن “تحقيق نمو مستدام في الصادرات الألمانية يتطلب إجراء إصلاحات شاملة في مختلف جوانب بيئة الأعمال، بما في ذلك البنية التحتية، والتشريعات، والسياسات الصناعية.”
فائض تجاري قوي وتراجع في الواردات
شهد شهر أغسطس توسعا ملحوظا في الفائض التجاري. حيث قفز من 16.9 مليار يورو في يوليو إلى 22.5 مليار يورو.
كما أوضح كلاوس فيستيسن، الخبير الاقتصادي في “بانثيون ماكرو إيكونوميكس”، أن الزيادة الحالية في الفائض التجاري لمنطقة اليورو قد تكون مؤقتة. فبعد تعديل الفائض وفقا للتضخم في أسعار السلع، يتوقع أن يشهد انخفاضا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى التراجع الكبير في حجم التجارة الذي تم تسجيله في شهر يوليو الماضي. والذي أثر سلبا على النمو الاقتصادي الإجمالي لمنطقة اليورو.
وجرى تعزيز قفزة الفائض التجاري الألماني بشكل رئيسي، من خلال انخفاض حاد في الواردات، والتي انخفضت بنسبة 3.4 في المائة، مقارنة بالشهر السابق.
كما أظهرت البيانات نموا في الصادرات خلال الشهر. حيث ارتفعت الصادرات إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 0.8% والصادرات إلى بقية دول العالم بنسبة 1.9% مقارنة بالشهر الذي سبقه.
وشهدت الصادرات إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ارتفاعا ملحوظا خلال الشهر الماضي. حيث زادت بنسبة 5.5% و5.7% على التوالي مقارنة بالشهر السابق.