للتصدي للتفشي الخطير لسلالة جديدة من فيروس جدري القردة في إفريقيا، دعت مسؤولة في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في بيان عاجل صدر اليوم الجمعة، إلى تكثيف الجهود لتوفير المزيد من معدات التشخيص والعلاجات واللقاحات اللازمة.
كما حذرت برونوين نيكول من نقص حاد في أدوات مكافحة المرض في القارة، مشيرة إلى أن الافتقار إلى الاختبارات والعلاجات واللقاحات يعوق بشدة قدرة البلدان على احتواء تفشي الفيروس والسيطرة عليه.
تفشي وباء جدري القردة
يسود قلق عالمي متزايد من تفشي وباء جدري القردة. حيث حذرت منظمة الصحة العالمية من احتمال تسجيل المزيد من الحالات المستوردة للمرض في القارة الأوروبية في الأيام القادمة.
وجاء ذلك بعد إعلان السويد رصد أول حالة من المرض الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 548 شخصا منذ بداية العام في جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب سلالة أكثر عدوى وخطورة من الفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة الأمريكية في بيان لها يوم الأربعاء على أهمية التلقيح كعنصر رئيسي في مواجهة هذا الوباء. كما أكدت عن التزامها بدعم جهود مكافحته، وتقديم تبرع بقيمة خمسين ألف جرعة من لقاح جينيوس المعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وجدري القردة هو مرض معد عن فيروس ينتقل من الحيوانات الحاملة للمرض إلى الإنسان. كما يمكن أن ينتشر بين البشر عن طريق التلامس المباشر .
كما أعلنت إدارة الصحة في إقليم خيبر بختون خوا الباكستاني، اليوم الجمعة، عن رصد حالة إصابة جديدة بفيروس جدري القرود. وقد تبين أن المصاب عاد مؤخرا من إحدى دول الخليج العربي. وتجري حاليا فحوصات معمقة لتحديد نوع سلالة الفيروس التي أصابت هذا الشخص.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أن عملية تحديد التسلسل الجيني للفيروس في الحالة المؤكدة لا تزال مستمرة. وسيتم الإعلان عن السلالة التي أصابت المريض فور الانتهاء من هذه العملية التحليلية الدقيقة.
انتشار الفيروس
في خطوة غير مسبوقة، صنفت منظمة الصحة العالمية انتشار جدري القردة في إفريقيا كطارئة صحية عالمية. وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تصدره المنظمة. ومع ذلك، شددت المنظمة على عدم الحاجة لفرض قيود على السفر كإجراء وقائي للحد من انتشار الفيروس.
وفي عام 2022، ضرب وباء عالمي جديد، أطلق عليه اسم السلالة 2، وأثر بشكل خاص على مجتمع الرجال المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي في حوالي مئة دولة. وعلى الرغم من أن عدد الإصابات بلغ نحو 90 ألف حالة، إلا أن الوباء تسبب في وفاة حوالي 140 شخصا.
كما ظهر مرض جدري القردة لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970، حيث تم اكتشافه لدى البشر. ومنذ ذلك الحين، انتشر هذا المرض المعدي إلى العديد من البلدان الأخرى، مما تسبب في انتشار واسع النطاق.