مع تصاعد الأحداث العالمية والشكوك الاقتصادية، سجل الطلب على الذهب ارتفاعا ملحوظا. فمع اقتراب الانتخابات الأمريكية وزيادة التوترات الجيوسياسية، دفعه لتحقيق أرقام قياسية لم تشهدها الأسواق منذ عقدين. وعلى النقيض، تراجع الطلب على المجوهرات الذهبية بشكل كبير.
الطلب على الذهب في الربع الثاني
شهد الربع الثاني من العام الحالي ارتفاعا ملحوظا في الطلب على الذهب، حيث زاد بنسبة 4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى 1258 طنا. هذا الرقم يمثل أعلى مستوى ربع سنوي للطلب على الذهب منذ بداية الألفية الجديدة.
ووفقا لتقرير حديث لمجلس الذهب العالمي، شهد الطلب على الذهب عالميا انخفاضا ملحوظا بنسبة 6% في الربع الثاني من العام الجاري، باستثناء بورصة لندن للمعادن. ويعود السبب الرئيسي لهذا الانخفاض إلى التراجع الحاد في استهلاك المجوهرات. والذي فاق الزيادة الطفيفة في الطلب من القطاعات الأخرى.
كما أشار التقرير إلى تذبذب في حيازات الذهب بصناديق الاستثمار العالمية خلال الربع الثاني، حيث شهدت انخفاضا طفيفا. ويعكس هذا التذبذب التدفقات الخارجة الأولية التي تلتها تدفقات داخلية. وقد تسبب ضعف الطلب من الأسواق الغربية في انخفاض الطلب على سبائك الذهب والعملات المعدنية بنسبة 5%. وفي المقابل، ساهم النمو المتسارع في مجال التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في زيادة الطلب على الذهب المستخدم في هذا القطاع بنسبة 11%.
توقعات أسعار الذهب في النصف الثاني
يتوقع مجلس الذهب العالمي أن تشهد أسعار الذهب استقرارا نسبيا أو ارتفاعا تدريجيا خلال النصف الثاني من العام الحالي. ويُعزى ذلك إلى توقعات بزيادة الطلب على الاستثمارات الذهبية في الغرب. ومع ذلك، تم تخفيض التقديرات السنوية بشكل طفيف بسبب أداء صناديق الاستثمار المتداولة الذي جاء دون التوقعات في الربع الثاني. كما من المتوقع أن يلعب الاستثمار الذهبي خارج البورصة دورا حاسما في دعم الطلب، كما كان الحال في النصف الأول من العام.
وأضاف التقرير إلى أن المستهلكين يحتاجون إلى فترة زمنية للتأقلم مع الزيادات المستمرة في الأسعار. وعلى الرغم من أن الهند قد تشهد نموا مؤقتا مدفوعا بتخفيضات الرسوم وبيئة اقتصادية مستقرة، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. ومن الجانب الإيجابي، تعزز الحكومة الهندية قطاع التصنيع والتكنولوجيا من خلال تخفيضات ضخمة في رسوم استيراد سبائك الذهب. والتي أعلنت عنها في ميزانية العام المالي الجديد.
كما يتوقع مجلس الذهب العالمي استمرار ارتفاع إعادة تدوير الذهب، مدفوعا بارتفاع الأسعار والتوترات الاقتصادية. وعلى الرغم من توقع إنتاج قياسي من المناجم، إلا أن الإجمالي المتوقع قد انخفض قليلا.
وفي ظل التحديات التي تواجهها الأسواق الناشئة، مثل تراجع شراء البنوك المركزية وضعف الاستثمار التجزئي. يرى التقرير أن الذهب قد يشهد طلبا متزايدا. ويعزى ذلك إلى توقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي وسياسات نقدية متساهلة، فضلا عن المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية. هذه العوامل مجتمعة قد تدفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب.