الوضع الحالي لأسواق العملات الرقمية
دخلت أسواق العملات الرقمية في منطقة الضغط البيعي خلال الساعات الأخيرة من جلسة التداول يوم الاثنين، وسط تجدد المخاوف من الركود التضخمي في الولايات المتحدة. مما أدى إلى تفاقم الأوضاع وتقلبات أسعار الأصول ذات المخاطر.
تم تداول البيتكوين، العملة المشفرة الرائدة من حيث القيمة السوقية، بقيمة تقترب من 62,400 دولار عندما تم نشر هذه الفقرة. مسجلة انخفاضا بنسبة 2.5% خلال الساعات الـ 24 الماضية. وبالمقابل، شهدت إيثريوم، الثانية من حيث القيمة السوقية، انخفاضا بنسبة 4% إلى 3,185 دولار.
أسعار الفائدة
و أفاد تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الصادر الأسبوع الماضي بأن أكبر اقتصاد في العالم شهد نموا بنسبة 1.6٪ سنويا في الربع الأول من العام الحالي. مقارنة بنمو بنسبة 3.4٪ في الربع السابق. وفي الوقت نفسه، أظهر مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المؤشر المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم. ارتفاع الأسعار بمعدل سنوي قدره 3.4٪ في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، مقارنة بنسبة 1.8٪ في الربع الأخير من عام 2023.
وبسبب التضخم المتزايد وتباطؤ النمو الاقتصادي. فإن انخفاض محتمل في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي يبدو أقل احتمالا. حيث أن هذا المزيج المتضارب من التضخم والركود يضعف فرص اتخاذ إجراءات تيسيرية في السياسة النقدية.
وما زال معظم المتداولين على منصة سوق التنبؤ (بولي ماركت – Polymarket) يتوقعون عدم حدوث أي تخفيضات في أسعار الفائدة كسيناريو محتمل بنسبة 35٪. لكن الاحتمالية لتخفيض أسعار الفائدة مرة واحدة تزداد. حيث وصلت الآن إلى 29٪ مقابل 26٪ منذ أسبوع و 14٪ في بداية الشهر.
وفي الوقت نفسه، يجذب إطلاق صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) في هونغ كونغ في 30 أبريل انتباه المتداولين. ومع ذلك، فإن الأخبار التي تفيد بعدم قدرة مستثمري الصين على التداول في هذه الصناديق قد أثرت سلبا على التوجه الصعودي المتوقع لهذا الإطلاق.
موقف لجنة الأوراق المالية والبورصات
في تطور آخر، أبلغ أربعة مصادر لوكالة رويترز بأن لجنة الأوراق المالية والبورصة من المحتمل أن ترفض طلبات الشركات المتعلقة بإطلاق صناديق متداولة في البورصة مرتبطة بعملة الإثيريوم، بعد جلسات اجتماعية مع الوكالة خلال الأسابيع الأخيرة.
وقد قدما شركتا (فانيك – VanEck) و(أرك إنفستمنت – ARK Investment Management)، بالإضافة إلى سبعة مقدمين آخرين، طلبات لهيئة الأوراق المالية والبورصات لإدراج صناديق الاستثمار المتداولة التي تتبع السعر الفوري للإثيريوم، وهي ثاني أكبر عملة رقمية مشفرة في العالم بعد البيتكوين. ويتعين على اللجنة اتخاذ قرار بشأن هذه الطلبات بحلول 23 و24 مايو، على التوالي.
وقال أربعة أشخاص لوكالة رويترز إن الاجتماعات الأخيرة بين الجهات المصدرة ولجنة الأوراق المالية والبورصات كانت محدودة من جانب واحد. حيث لم يتم مناقشة التفاصيل الأساسية للمنتجات المقترحة من قبل موظفي الوكالة. ويتناقض هذا مع المناقشات الكثيفة والمفصلة التي جرت بين الجهات المصدرة والوكالة في الأسابيع التي سبقت الموافقة التاريخية على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الفورية في يناير.
رفضت الوكالة التي يديرها غاري جينسلر، والذي يشكك في العملات المشفرة، استثمار صناديق البيتكوين المتداولة لفترة تزيد عن عقد من الزمان بسبب مخاوف من التلاعب في السوق. ومع ذلك، اضطرت الوكالة إلى الموافقة عليها بعد فوز Grayscale Investments في الطعن القضائي.
ووفقا للمصدرون، جادلت الشركات المعنية بإطلاق صناديق الاستثمار في الاجتماعات بأن صناديق الاستثمار المتداولة والتي تعتمد على العقود الآجلة للإيثر، والتي حصلت على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة في أكتوبر، تشكل خطوة مهمة نحو منتجات الأثير الفورية. وعملت على معالجة المخاوف المحتملة المتعلقة بالتنظيم. كما أشاروا إلى أن موظفي الهيئة استمعوا دون توضيح مخاوفهم المحددة أو طرح أسئلة بشكل عام. مما يوحي بأن الوكالة قد ترفض الطلبات. إذا تمت هذه الخطوة، فسيكون ذلك خسارة لصناعة العملات المشفرة. التي كانت تأمل أن تُمهد صناديق الاستثمار المتداولة الطريق لمنتجات مشابهة مستقبلا.