شهد سعر الذهب يوم الجمعة حالة من الاستقرار، ولكنه يتجه نحو تحقيق خسارة أسبوعية. يأتي هذا في ظل انتظار المستثمرين لمزيد من المؤشرات التي قد تكشف عن حجم التخفيض المتوقع في أسعار الفائدة الأميركية خلال شهر سبتمبر المقبل.
انخفاض طفيف في سعر الذهب الفوري بعد مكاسب يوم الخميس
شهد سعر الذهب الفوري انخفاضا طفيفا بنسبة 0.2% صباح اليوم، ليصل إلى 2420.88 دولار للأونصة. يأتي هذا الانخفاض بعد ارتفاع ملحوظ تجاوز 1% في تداولات أمس الخميس، وفقا لوكالة رويترز.
يواجه الذهب أسوأ أداء أسبوعي له منذ يونيو، حيث تراجعت أسعاره بشكل حاد بنسبة 3% يوم الاثنين. يأتي هذا الانخفاض نتيجة لإقدام المستثمرين على تصفية استثماراتهم في الذهب بالتزامن مع موجة بيع عامة طالت الأسهم.
وتراجعت أسعار عقود الذهب الأمريكية بنسبة 0.1% لتصل إلى 2460.10 دولار.
وقال كبير محللي السوق في «كيه سي إم تريد»، تيم ووترر: «كان نشاط أسعار الذهب مستقرا نسبيا يوم الجمعة مع أخذ المستثمرين قسطا من الراحة بعد أسبوع متقلب».
مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات خفض أسعار الفائدة
يرى صناع القرار في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن تخفيف حدة التضخم سيفتح الباب أمام تخفيض أسعار الفائدة. معتمدين في ذلك على المؤشرات الاقتصادية بدلا من التقلبات التي تشهدها أسواق الأسهم.
وقال ووترر: «من الناحية الأساسية، من المتوقع أن يستفيد الذهب إما من زيادة النفور من المخاطرة أو من توقعات بظروف نقدية أكثر مرونة. هناك سيناريوهات متعددة، التي قد تحدث في الأشهر المقبلة. والتي قد تدفع سعر الذهب إلى مستويات مرتفعة جديدة على الإطلاق».
ووفقا لأداة ‘فيد ووتش’، هناك احتمال كبير بنسبة 55% بأن يخفض الفيدرالي الفائدة بـ 50 نقطة أساس في سبتمبر. ومن المتوقع حدوث خفض آخر في ديسمبر.
وعلى نحو متواز، أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس انخفاضا مفاجئا في طلبات إعانة البطالة بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي. مما يدل على أن التقديرات السابقة بشأن تدهور سوق العمل كانت مبالغ فيها.
ويركز المستثمرون اهتمامهم على مؤشري التضخم الرئيسيين في الولايات المتحدة، اللذين سيكشفان عن مدى نجاح جهود البنك الفيدرالي في كبح جماح التضخم. مما سيؤثر بدوره على توقعاتهم بشأن أسعار الفائدة وسياسات البنك النقدي بشكل عام.
ورغم التقلبات التي تشهدها أسواق الذهب، سجل الطلب على الذهب المادي في الهند ارتفاعا طفيفا هذا الأسبوع بفضل تصحيح الأسعار. ومع ذلك، دفعت هذه التقلبات بعض المشترين إلى تأجيل قرارات الشراء. وفي الوقت نفسه، شهدت الصين ارتفاعا في علاوات الذهب. حيث يلجأ المستثمرون إليه كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين في الأسواق.
أداء المعادن الأخرى في نهاية الأسبوع وتأثيره على السوق
أغلقت أسعار المعادن الأخرى هذا الأسبوع على أداء متباين. فقد سجلت الفضة الفورية انخفاضا طفيفا بنسبة 0.1% لتصل إلى 27.54 دولار للأوقية، في حين شهد البلاتين ارتفاعا نسبته 0.6% ليصل إلى 936.40 دولار. وعلى الرغم من هذا الارتفاع، كان كلا المعدنين على وشك تحقيق خسائر أسبوعية.
كما واصل البلاديوم صعوده، مرتفعا بنسبة 0.8% ليبلغ 929.75 دولار. وقد حقق المعدن مكاسب قوية تجاوزت 4% على مدار الأسبوع، مما يعكس قوة الطلب عليه.