شهد الشرق الأوسط تصعيدا ملحوظا في التوترات، حيث شن حزب الله هجوما صاروخيا مكثفا على مدينة حيفا الإسرائيلية في ساعات الفجر الأولى من يوم الاثنين. جاء هذا الهجوم بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لأحداث غزة، مما أثار المخاوف من اندلاع مواجهة أوسع نطاقا في المنطقة.
تفاصيل الهجوم الصاروخي لحزب الله
شن حزب الله، الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران، هجوما صاروخيا استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية جنوب حيفا، مستخدما صواريخ من طراز “فادي 1”. امتد هذا الهجوم ليصل إلى مدينة طبريا، الواقعة على بعد نحو 40 ميلا شمالا، حيث سقطت صواريخ أخرى. وأسفرت هذه الهجمات عن وقوع إصابات طفيفة بين المدنيين، تم نقل بعضهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وردا على ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على مقر الاستخبارات التابع للحزب في بيروت. مستهدفا وسائل جمع المعلومات ومراكز القيادة والبنية التحتية. كما استهدف الجيش منشآت تخزين الأسلحة التابعة لحزب الله في منطقة بيروت وجنوب لبنان ومنطقة البقاع. وأشارت الانفجارات الثانوية إلى وجود أسلحة في هذه المواقع.
تداعيات الصراع
في يوم الاثنين، أحيا الإسرائيليون ذكرى بداية حرب غزة التي اندلعت بهجوم صاروخي من قبل حماس في 7 أكتوبر 2023. أسفر هذا الصراع عن سقوط العديد من الضحايا وأدى إلى موجة احتجاجات عالمية. وقد شددت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية إجراءاتها الأمنية تحسباً لأي هجمات محتملة في هذه المناسبة.
أدى الصراع إلى اضطراب استقرار المنطقة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بتنفيذ عدة عمليات اغتيال استهدفت قادة في حماس وحزب الله، وكلاهما يرتبط بتحالف وثيق مع إيران. وبعد مقتل زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية بتاريخ 27 سبتمبر، لا يزال مكان تواجد قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني مجهولاً منذ الضربات التي استهدفت بيروت الأسبوع الماضي.
تحول محور الحرب إلى لبنان، حيث اشتدت المواجهات بين القوات الإسرائيلية وحزب الله منذ 8 أكتوبر. وأسفر الصراع المتواصل عن نزوح جماعي في جنوب لبنان، مما دفع أكثر من مليون شخص إلى الفرار من المنطقة.
أثارت التطورات الأخيرة مخاوف من احتمال تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران إلى صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط. وأكدت إسرائيل أن هدفها الأساسي هو تأمين عودة مواطنيها في الشمال بسلام، مع التشديد على موقفها بشأن الرد، في ظل تزايد القلق من اندلاع حرب إقليمية قد تستقطب قوى عالمية إضافية.