عقب صدور بيانات التضخم في أمريكا الذي أظهر أرقاما إيجابية. عادت عملة البيتكوين لتسجل ارتفاعا ملحوظا خلال الساعات القليلة الماضية.بعد أن شهدت انخفاضا على مدار يومين. وتشير المؤشرات إلى أن هذا الارتفاع المفاجئ يعود إلى تنامي شهية المستثمرين للمخاطرة.
انتعاش أسواق العملات المشفرة
شهدت أسواق العملات المشفرة انتعاشا ملحوظا اليوم. حيث قفزت أكبر عملة مشفرة، بيتكوين، بنسبة 3.2% لتصل إلى 69,457 دولارا. ويعود هذا الارتفاع المفاجئ إلى تراجع التوقعات بشأن رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وذلك بعد صدور بيانات تضخم التي جاءت أقل من التوقعات.
وبشكل عام، شهدت سوق العملات المشفرة موجة من الارتفاعات. حيث ارتفعت العملات الرقمية الرئيسية مثل إيثريوم وسولانا ودوجكوين بنسب تتراوح بين 3% و 6%. وتعكس هذه المكاسب تحولا في معنويات المستثمرين. الذين أصبحوا أكثر تفاؤلا حيال آفاق الاقتصاد العالمي في ضوء بيانات التضخم الإيجابية.
كما شهدت عملة بيتكوين ذروة تاريخية لها في منتصف مارس عندما وصلت قيمتها إلى 73,798 دولارا أمريكيا. وذلك بفضل التدفقات النقدية القوية التي اتجهت نحو صناديقها المتداولة في البورصة الأمريكية. إلا أن العملة الرقمية واجهت صعوبة في الحفاظ على هذا الارتفاع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث طرأت تغيرات على توقعات أسعار الفائدة.
بيانات التضخم في أمريكا وتأثيرها
أفادت أرقام مكتب إحصاءات العمل بارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي. الذي يعرف أيضا باسم مؤشر التضخم الأساسي، بنسبة 0.2% مقارنة بشهر أبريل. ويستثني هذا المؤشر تكاليف الغذاء والطاقة، مما يجعله مقياسا أكثر دقة للتضخم الأساسي في الاقتصاد. وعلى أساس سنوي، ارتفع مؤشر التضخم الأساسي بنسبة 3.4%، وهو ما يمثل أبطأ وتيرة له خلال أكثر من ثلاث سنوات.
من المرجح أن تحافظ لجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، المسؤولة عن السياسة النقدية في الولايات المتحدة، على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة السابعة على التوالي خلال اجتماعها القادم يوم الأربعاء. ويعود ذلك إلى سعيها للحصول على مزيد من التأكيدات على أن التضخم يتجه بالفعل نحو هدفها المنشود وهو 2%.
وتأثرت أسعار العملات المشفرة بشكل كبير بالبيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة، وفقا لتقرير صادر عن K33 Research. كما أدت بيانات التضخم المرتفعة لشهر أبريل وتراجع آمال خفض أسعار الفائدة إلى هبوط قيمة البيتكوين من أعلى مستوياته على الإطلاق فوق 73000 دولار في مارس إلى أقل من 57000 دولار في مايو. ويتوقع المستثمرون أن تؤدي السياسة النقدية الأكثر تشددا إلى موجة جديدة من ارتفاع أسعار العملات المشفرة إلى مستويات قياسية.
وفي اتجاه مغاير لتوقعات الولايات المتحدة، بادرت العديد من المؤسسات النقدية العالمية بخفض أسعار الفائدة الرئيسية. فقد قام كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك كندا مؤخرا بتخفيض أسعار الفائدة. مما أدى إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأعلى مستوى له خلال شهر.
كما سيترقب المستثمرون بشغف “المخطط النقطي” لبنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيتم الكشف عنه اليوم. حيث يتضمن توقعات أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لأسعار الفائدة.
وتعرف هذه التوقعات بتأثيرها الكبير على اتجاهات أسعار الأصول ذات المخاطر العالية، مثل الأسهم.
وبالتالي، ستكون أنظار المستثمرين معلقة على هذا المخطط. حيث سيحدد مسار أسعار الفائدة في المستقبل القريب، مما سيؤثر على قراراتهم الاستثمارية.