بات من الضروري إعادة تقييم خياراتنا الغذائية والشرابية لمقاومة حرارة الصيف القاسية، مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ.
كما يشدّد الخبراء على أهمية شرب كميات كافية من الماء. وضمان حصول الجسم على الطاقة اللازمة لمقاومة الإجهاد الجسدي خلال فصل الصيف.
ويشير الخبراء كذلك إلى أنّ تناول الأطعمة الباردة، مثل المثلجات، قد يوفر شعورا بالانتعاش المؤقت. لكن تبقى الأطعمة الغنية بالماء هي الخيار الأمثل للترطيب الفعّال خلال فصل الصيف.
وتناولت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير لها أهم الأطعمة والمشروبات التي ينصح بتناولها أو تجنبها خلال فصل الصيف. وذلك للمساعدة على مقاومة حرارة الصيف والحفاظ على صحة الجسم.
الأطعمة والمشروبات التي يجب تجنبها لمقاومة حرارة الصيف
الوجبات الثقيلة
تؤدي عملية الهضم إلى توليد الحرارة في الجسم. مما قد يصعّب على الجسم هضم كميات كبيرة من الأطعمة الثقيلة في وجبة واحدة.
حيث أوضحت سيسيليا سورنسن، مديرة الاتحاد العالمي للتعليم المناخي والصحي في جامعة كولومبيا، أن تناول وجبة دسمة في الطقس الحار قد يفاقم الشعور بالتعب. وذلك لأن الجسم يبذل جهدا إضافيا لهضم الطعام مع مقاومة حرارة الطقس في نفس الوقت.
بدلا من وجبة دسمة واحدة. ينصح الخبراء بتناول وجبات خفيفة متكرّرة على مدار اليوم. مع التركيز على الأطعمة الغنية بالماء مثل الخيار والبطيخ، لسهولة هضمها ومنح الجسم الطاقة اللازمة دون الشعور بالإرهاق في ظلّ درجات الحرارة المرتفعة.
الكميات الكبيرة من الكافيين
تؤدي المشروبات الغنية بالكافيين، مثل مشروبات الطاقة، إلى زيادة إفراز البول. مما قد يؤدي إلى الجفاف.
كما يوفر تناول الأطعمة والمشروبات الباردة، مثل المثلجات أو المشروبات المثلجة، شعورا بالانتعاش المؤقت.
وفي هذا الإطار، أكد نيت وود، رئيس الطهاة ومدرس الطب في كلية الطب بجامعة ييل، على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن خلال فصل الصيف. مشيرا إلى أن الاعتماد على الأطعمة الباردة فقط، دون الأخذ بعين الاعتبار العوامل البيئية مثل أشعة الشمس الحارقة والرطوبة. قد لا يحقق الشعور بالراحة والصحة الجيدة.
كما حذرت لي فرايم، مديرة الطب التكاملي في جامعة جورج واشنطن، من الإفراط في تناول الأطعمة أو المشروبات الباردة خلال يوم واحد. لما قد يترتب على ذلك من انخفاض حرارة الجسم الأساسية.
وأوضحت فرايم أن هذا الانخفاض في حرارة الجسم قد يدفع الجسم إلى بذل جهد إضافي لاستعادة حرارته الطبيعية. مما قد يؤدي إلى استنزاف الطاقة والشعور بالتعب على المدى الطويل.
ونوهت فرايم إلى أن صعوبة هضم منتجات الألبان، الموجودة بكثرة في المثلجات، لدى بعض الأشخاص. قد تفاقم الشعور بالضيق بعد تناولها.
وبناء على ذلك، ترشح فرايم استخدام كيس بارد على الجزء الخلفي من الرقبة كبديل عن تناول المثلجات أو وضع الثلج على الجسم. وذلك لتهدئة حرارة الجسم دون التأثير سلبا على وظائفه.
الأطعمة والمشروبات التي يجب تناولها لمقاومة حرارة الصيف
الفاكهة والخضروات
يمثل الطعام مصدرا هاما لترطيب الجسم. بخلاف الأطعمة المصنعة التي تفتقر عادة إلى محتوى الماء الكافي وقد تسبب صعوبة في الهضم. بينما تتميز العديد من الفواكه والخضروات بكونها غنية بالماء والعناصر الغذائية. مما يجعلها خيارا مثاليا للحفاظ على ترطيب الجسم خلال فصل الصيف.
لذلك ينصح خبراء التغذية بإدراج الفواكه والخضروات الغنية بالماء في نظامك الغذائي خلال فصل الصيف، مثل التوت والبطيخ والخيار والبندورة والكرفس والفلفل الحلو والخس. إلى جانب الخضروات الداكنة مثل الكرنب والسبانخ.
وتعد هذه الخيارات مثالية لترطيب الجسم دون الحاجة إلى الاعتماد على المشروبات الباردة بكثرة. مما يساعد على تقليل استهلاك الطاقة داخل المنزل. حيث لا تتطلب طهيا مسبقا.
ترطيب الجسم لمقاومة حرارة الصيف
ينصح بشرب الماء بكثرة خلال فصل الصيف. مع الحرص على اختيار المشروبات قليلة السكر والخالية من الكافيين. مثل الماء والمشروبات العشبية.
وتعد مشروبات الإلكتروليت خيارا مناسبا لممارسي الرياضة. بينما لا ينصح بها للأشخاص الذين لا يبذلون مجهودا بدنيا كبيرا. وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من السكر المضاف.
وعلى الرغم من أهمية شرب الماء، إلا أنه يجب تجنب الإفراط في تناوله. حيث قد يؤدي ذلك إلى حالة خطيرة تعرف باسم “نقص صوديوم الدم”. والتي تنجم عن انخفاض مستويات الصوديوم في الجسم بشكل غير طبيعي.
ولا يقتصر مؤشر ترطيب الجسم على الشعور بالعطش فقط. بل يمكن أيضا تقييم مستوى ترطيب الجسم من خلال لون البول.
فكما أوضحت فرايم، يعد لون البول الأصفر الشاحب علامة على ترطيب الجسم بشكل كاف. بينما يشير اللون الداكن إلى حدوث حالة الجفاف.
نظام غذائي متوازن لمقاومة حرارة الصيف
ينصح بعدم إحداث تغييرات جذرية مفاجئة على نظامك الغذائي خلال فصل الصيف. بل ينبغي اتباع نهج معتدل يحافظ على توازن العناصر الغذائية.
إلى جانب الماء، يحتاج الجسم إلى مصدر للطاقة للحفاظ على وظائفه الحيوية. مما يجعل تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية أمرا ضروريا.
وتعد الأطعمة المرطبة، مثل الفواكه والخضروات، خيارا مثاليا لتزويد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية الأساسية. وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة أو الصحية والبروتينات الخالية من الدهون.
وينصح بزيادة تناول الفواكه والخضروات بشكل تدريجي. لتجنب أي ردود فعل سلبية من الجسم.
فعلى سبيل المثال، قد تؤدي زيادة كمية الألياف في النظام الغذائي بشكل مفاجئ إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الانتفاخ والتشنج وتغيرات في حركة الأمعاء.
ولهذا، ينصح وود “ببدء تبني هذه التغييرات في نمط الحياة والنظام الغذائي بشكل تدريجي. مما يتيح للجسم الوقت للتأقلم معها دون التعرض لأي صدمات أو آثار سلبية”.