أصدرت منصة تليجرام بيانا رسميا تؤكد فيه التزامها الكامل بالقوانين السارية في الاتحاد الأوروبي. كما نفت المنصة بشدة الاتهامات الموجهة لمؤسسها بافيل دوروف أو للمنصة نفسها بالمسؤولية عن أي استخدام سيء قد يلجأ إليه بعض المستخدمين، واصفة هذه الاتهامات بـ”السخيفة”.
اعتقال مؤسس تطبيق تليجرام
في أعقاب اعتقال بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليجرام، في باريس، طالبت المنصة السلطات الفرنسية بتوضيح الأسباب الكامنة وراء هذا الإجراء. كما أكدت تليجرام، التي تتخذ من دبي مقرا لها، التزامها التام بقوانين الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك قانون الخدمات الرقمية، مشيرة إلى أنها تقوم بمراقبة المحتوى بشكل مستمر. ونفت المنصة أي مخالفات قانونية. مؤكدة أن دوروف ليس لديه ما يخفيه وأن اتهامه بالمسؤولية عن أي إساءة استخدام للتطبيق أمر لا أساس له.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن السلطات الفرنسية قامت باعتقال بافل دوروف، فور وصوله إلى مطار بورجيه الدولي في باريس على متن طائرته الخاصة قادما من أذربيجان يوم السبت الماضي. وقد تم تنفيذ عملية الاعتقال بناء على أمر قضائي. علما بأن دوروف يحمل الجنسيتين الفرنسية والإماراتية بالإضافة إلى جنسيته الأصلية الروسية.
وألقي القبض على مؤسس تليجرام على خلفية تحقيق يتعلق بسياسات المنصة لمراقبة المحتوى والتي يشتبه في ارتباطها بجرائم كالإرهاب والاتجار غير المشروع. ورغم عدم توجيه أي تهم رسمية لدوروف حتى الآن، إلا أن التحقيق يركز على ممارسات تليجرام في هذا الصدد. وقد تسبب هذا الإعلان في انخفاض قيمة عملة تونكوين (TON) المرتبطة بالمنصة بنسبة 17%. واستمر الانخفاض ليصل إلى 1.1% إضافية في بداية اليوم.
القضاء الفرنسي يمدد فترة احتجاز مؤسس تطبيق تليجرام
يشير قرار القضاء الفرنسي بتمديد احتجاز بافل دوروف لمدة قد تصل إلى 96 ساعة إلى دخول التحقيقات في قضية اعتقاله مرحلة أكثر جدية. هذا التمديد يبعث برسالة واضحة حول أهمية الأدلة التي بحوزة السلطات الفرنسية. وفي هذا السياق، طالبت السفارة الروسية بتوضيحات حول أسباب اعتقال دوروف. مؤكدة على حقها في تقديم المساعدة القنصلية له وحماية حقوقه.
وأشعل هذا الاعتقال فتيل جدل واسع حول كيفية تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية الخصوصية ومراقبة المحتوى على الإنترنت. فمن جهة، يرى منتقدو هذا الإجراء أنه يشكل سابقة خطيرة تهدد حرية استخدام الشبكة العنكبوتية. بينما يؤكد آخرون على ضرورة تشديد القوانين المنظمة للمنصات الرقمية في ظل التحديات التي تفرضها.
كما يشار إلى أن تطبيق المراسلات المشفرة -واسع الرواج والذي يحظى بقرابة مليار مستخدم عالميا- يتمتع بتأثير كبير في روسيا وأوكرانيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
رفض دوروف التعاون مع الحكومة الروسية فيما يتعلق بسرية البيانات
في أبريل الماضي، نفى الملياردير التكنولوجي بافل دوروف، الذي تقدر ثروته بـ 15.5 مليار دولار وفقا لمجلة فوربس، تعرض منصة تيليجرام لضغوط من جهات حكومية للتأثير على سياساتها. وأكد دوروف مجددا التزام المنصة بمبدأ الحياد، مشددا على أنها لن تكون أداة في الصراعات الجيوسياسية.
وفي عام 2014، اضطر بافل دوروف، مؤسس منصة التواصل الاجتماعي الروسية الشهيرة VK، إلى مغادرة بلاده بعد خلافات حادة مع السلطات. كما رفض دوروف الاستجابة لمطالب الحكومة المتزايدة بفرض رقابة مشددة على المحتوى. والتي شملت حذف منشورات لسياسيين معارضين وتسليم بيانات المستخدمين الشخصية. هذه المواجهة أدت إلى إزاحته من منصبه في VK ودفعته إلى اللجوء إلى الخارج.
دُفع دوروف تحت وطأة الضغوط إلى تطوير تطبيق تيليجرام. مستعينا بآلية تشفير ابتكرها شقيقه الأصغر. ورغم مغادرته روسيا، إلا أنه أكد تمسكه بجنسيتها، مؤكدا تفضيله الحرية على الخضوع لأوامر الآخرين.