واشنطن تبدي رغبتها للتحاور مع موسكو حول اتفاقية نيو ستارت النووية
عبر الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في تصريح له يوم الجمعة لوسائل الإعلام على
رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في مواصلة التفاوض مع الجانب الروسي بخصوص اتفاقية نيو ستارت النووية،
و هي آخر اتفاقية لا تزال تجمع الجانبين بخصوص الحد من الأسلحة النووية
ملامح اتفاقية نيو ستارت النووية
ظهرت ملامح اتفاقية نيو ستارت إثر لقاء أجري بتاريخ أبريل 2010 في براغ عاصمة جمهورية التشيك
بين الرئيسين آن ذاك الأمريكي باراك أوباما و الروسي ديمتري ميدفيديف و الاتفاق على تخفيض
كل من الحدود القصوى لآليات الإطلاق و الحدود القصوى للرؤوس الاستراتيجية الهجومية
ليتم لاحقا المصادقة على بنود الاتفاقية من قبل الكونجرس الأمريكي في ديسمبر 2010 و الصادقة
أيضا من قبل مجلس الدوما الروسي في يناير 2011
لتكون صلاحية هذا الاتفاق 10 سنوات قابلة للتجديد مرة أخرى .
و يخول الاتفاق كل من الطرفين إجراء مراقبة على الترسانة النووية لكل منهما خاصة الأسلحة للموجودة في المعاهدة .
و رغم العداوة الأزلية بين الجانبين و محاولة كل منهما بسط الهيمنة على الخريطة الجغراسياسية ، فقد عززت هذه المعاهدة على مدى عقد من الزمن سبل التعاون بين الجانبين من أجل الحد من السباق نحو التسلح.
إلا أنه وقع اختلاف حول بنود المعاهدة التي كانت مهددة في 2021 بعدم تجديدها و ذلك إثر ادعاء الجانب الأمريكي برئاسة جو بايدن أن الاتفافية ليست في صالح الأمركيين بقدر ما هي في صالح الروس الذين لايزالون يطورون نسبة 60% من الأسلحة النووية التي لم يشملها الاتفاق إضافة إلى وجود الصين كتهديد نووي خارج هذه المعاهدة يجعل من الضروري مراجعتها.
و رغم كل هذه العقبات نجح الطرفين بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و الرئيس الأمريكي جو بايدن في الاتفاق على تجديد بنود المعاهدة لخمس سنوات إضافية
موسكو ترفض إجراء المحادثات مع واشنطن حول الاتفاقية النووية
منذ تجديد الاتفاقية النووية نيو ستارت في 2021 لم تجرى قواعد المراقبة بين الجانبين و ذلك بسبب وباء الكورونا منذ البداية و حتى إثر تخطي مرحلة الوباء لا يزال الاتفاق معلقا بل على أشده بعد تخلف موسكو إجراء محدثات مع واشنطن في 29 نوفمبر الماضي بالقاهرة و الذي وصفته الولايات المتحدة بقرار أحادي الجانب.
هذا الرفض ليس فقط بسبب تعكر العلاقات في الآونة الأخيرة جراء الحرب على أوكرانيا بل أيضا ما وصفته
موسكو بالسلوك الأمريكي السام بمحاولة واشنطن لتغيير موازين القوى و قلب للأمور لصالح جانب واحد و هو الجانب الأمريكي.