تداعيات القمة الإفريقية الأمريكية على اقتصاد القارة السمراء
تنعقد القمة الإفريقية الأمريكية في واشنطن من 14 إلى 16 سبتمبر 2022 لتنتهي أشغال القمة اليوم الخميس.
و يرى العديد من المتابعين أن هذه القمة لها بعد سياسي تستغله واشنطن لتضييق الفجوة مع القارة السمراء
و إرجاع الثقة بين الجانبين.
مشاركات الدول الإفريقية في القمة
شارك زعماء و قادة الدول الإفريقية من خلال حضور متميز على أعلى مستوى ديبلوماسي في أشغال القمة التي تجمع
القارة السمراء مع الأمريكيين و ذلك من أجل التطرق إلى المشاكل و النقائص التي تشهدها إفريقيا منذ عقود
و لعل جائحة كورونا كانت الأكثر تأثيرا على الحكومات الإفريقية لما خلفته من هشاشة اقتصادية نتج عنه
عجز تلك الحكومات على توفير مواطن الشغل لمواطنيها إلى جانب إلى ارتفاع نسب التضخم ،
ولم تتعافى كل تلك الدول من الأزمة الاقتصادية التي خلفتها الجائحة ،
إضافة إلى البحث حول سبل الحد من تفاقم الأزمة الغذائية التي خلفتها الحرب بين روسيا و أكرانيا
و تحقيق الأمن الغذائي للقارة.
كما قد عبر مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن هذه القمة فرصة لسماع تطلعات الشعوب الإفريقية
و هو سبب تركيز الحكومة الأمريكية على ما يريده و ما يحتاجه الأفارقة لأنفسهم رغم ما يراه البعض من شح
في الميزانية التي خصصها الأمريكيون من أجل تمويل مشاريع داخل القارة الإفريقية و التي لا تتعدى
قيمتها حوالي 300 ملبون دولار رقم لا يراه مراقبون أنه يلبي تطلعات الدول الإفريقية لإصلاح عجزها الاقتصادي و محاولة تحسينه .
و شارك في القمة الإفريقية الأمريكية 49 دولة إفريقية الذين وجهت إليهم الولايات المتحدة الأمريكية دعوة
دون 5 دول أخرى لم تشارك و هي كل من غينيا و مالي و بوركينا فاسو و السودان و إيريتريا
مصير القارة الإفريقية في خضم المنافسة الامريكية الصينية
تعد السوق الإفريقية بوابة للسلع و الاستثمارات بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية و الصين التي هي أيضا
تلعب دورا استراتيجيا هاما في المنطقة .
و تظهر منافستها للولايات المتحدة الأمريكية داخل القارة الإفريقية من خلال المشاريع التنموية و الاستثمارات الكبرى
التي تحقق عائدات ضخمة ليتوقع جني أرباح تصل بحلول عام 2025 إلى 440 مليار دولار رقم مالي كبير يعكس النمو
السريع للاستثمار الصيني في القارة الإفريقية في كل المجالات الصناعية و الطاقية و التجارية .
و تسعى حكومة بايدن من خلال القمة المنعقدة حاليا في واشنطن إلى الضغط على زعماء الدول الأفريقية من أجل
توطيد الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية و الوعود بتمويلات أكبر للمشاريع داخل القارة السمراء من أجل النهضة
الاقتصادية التي يتطلع إليها الأفارقة.