أعلنت وزارة الصحة المغربية، في بيان لها يوم الخميس الماضي، عن رصد أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس جدري القرود (إمبوكس) على مستوى التراب الوطني، وذلك بمدينة مراكش.
كما أكدت الوزارة أن الحالة الصحية للمصاب مستقرة، وهو تحت الملاحظة الطبية. كما أشارت إلى عدم ظهور أي أعراض على الأشخاص الذين كانوا على تواصل معه حتى اللحظة.
في الرابع عشر من أغسطس الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا رسميا تصنف فيه فيروس جدري القرود كـ “حالة طوارئ صحية عالمية”.
في تصريح سابق، أوضح هانس كلوجه، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، أن تفشي جدري القرود، سواء بالنوع الجديد أو القديم، ليس بظاهرة جديدة تماما مثل جائحة كوفيد-19. وأكد أن السلطات الصحية تمتلك الخبرة والمعرفة اللازمة للحد من انتشار هذا المرض.
الإجراءات الصحية المتبعة في المغرب لمكافحة انتشار الفيروس
أكدت الوزارة في بيانها أن الحالة التي تم تسجيلها تندرج ضمن الإجراءات الصحية الاحترازية التي تتبعها المملكة منذ بداية الجائحة العالمية.
كما أوضح البيان أن المصاب تلقى العناية الطبية الضرورية في أحد المرافق الصحية المتخصصة بمدينة مراكش، وحالته الصحية مستقرة ولا تثير أي قلق.
كما ورد في البيان، يخضع المريض حاليا للرعاية الطبية اللازمة وفقا لأحدث البروتوكولات الصحية. ويخضع لمراقبة طبية دقيقة لضمان تماثله للشفاء.
وبمجرد ورود نتائج التحاليل التي تؤكد الإصابة، تم تنشيط الخطط الطارئة للصحة العامة. على الفور، باشرت الفرق المختصة في المركز الوطني والجهوي، بالإضافة إلى فرق الاستجابة السريعة، عملية تتبع المخالطين وفقا للبروتوكولات الصحية المعتمدة.
كما تم التأكيد على أن الهدف الرئيسي من هذه الإجراءات هو رصد المخالطين واتخاذ كافة التدابير الاحترازية اللازمة لمنع انتشار الفيروس، وذلك تماشيا مع المعايير الصحية العالمية والوطنية. وقد أكدت الوزارة أن جميع المخالطين يتمتعون بصحة جيدة حتى الآن ولا توجد لديهم أي أعراض مرضية.
ونقل موقع “هيسبريس” المغربي، عنها تأكيدها أنها ستستمر في التواصل مع الرأي العام الوطني. وإخباره بكل المستجدات المتعلقة بالوضع الوبائي بانتظام. كما دأبت على ذلك منذ بداية هذا الإنذار الصحي العالمي.
كما تؤكد الوزارة على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية الموثوقة للحصول على معلومات دقيقة حول الوضع الراهن. وتناشد المواطنين بتوخي الحذر من نشر أي أخبار أو معلومات غير مؤكدة. حيث قد تؤدي إلى البلبلة والخوف. كما تدعو الجميع إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية التي أوصت بها الجهات المختصة، مثل غسل الأيدي بانتظام، والابتعاد عن الأشخاص المصابين، والحرص على النظافة الشخصية.
فيروس جدري القرود
ويعود تاريخ اكتشاف فيروس جدري القرود إلى عام 1958 عندما تم عزله من قرود كانت تستخدم في الأبحاث العلمية في الدنمارك. وبعد نحو 12 عاما، ظهرت أول حالة إصابة بشرية مؤكدة بهذا الفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما يعتبر جدري القرود عدوى فيروسية تنتقل بشكل أساسي من الحيوانات الحاملة للفيروس إلى البشر. ولكن يمكن أن تنتشر أيضا بين الأفراد عن طريق التلامس المباشر. وتظهر أعراض المرض بشكل عام على شكل ارتفاع في درجة الحرارة، آلام في العضلات والمفاصل، وتطور طفح جلدي مميز.
كما شهد عام 2022 انتشارا واسعا لسلالة فيروس جديدة في حوالي 100 دولة. مما أدى إلى إصابة نحو 90 ألف شخص وتسجيل حوالي 140 حالة وفاة. استجابة لهذا التفشي، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العالمية في يوليو 2022، والتي استمرت حتى مايو 2023.