ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف اليوم، في ظل مخاوف متزايدة من اضطراب الإمدادات النفطية في منطقة الشرق الأوسط. يأتي هذا الارتفاع بعد تصعيد إسرائيل لهجماتها على الجماعات المسلحة المدعومة من إيران. مما يهدد باندلاع صراع إقليمي أوسع قد يؤثر سلبا على إنتاج وتوزيع النفط الخام.
الزيادات الأخيرة في أسعار النفط
ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر بشكل متواضع بمقدار 16 سنتا لتصل إلى 72.14 دولار للبرميل، بينما تحسن العقد الأكثر نشاطا لشهر ديسمبر بمقدار 10 سنتات ليصل إلى 71.64 دولار. وبالمثل، شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعا بمقدار 8 سنتات، لتصل إلى 68.26 دولار للبرميل.
جاءت الزيادات الأخيرة في أسعار النفط بعد فترة من التراجع. حيث فقد خام برنت حوالي 3% وخام غرب تكساس الوسيط نحو 5% خلال الأسبوع السابق. وتشير هذه التقلبات إلى حالة من عدم الاستقرار في السوق. ويعزى الانخفاض الأولي إلى مخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي على النفط. وقد فشلت جهود التحفيز الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم، في تعزيز الثقة في الأسواق، مما زاد من الضغوط على الأسعار.
التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرها على الإمدادات النفطية
تشير الأبحاث إلى أن التصعيد في الصراعات بالمنطقة، وخاصة مع تورط إيران المحتمل، يساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار النفط. كون إيران عضوا مؤثرا في أوبك ومنتجا رئيسيا للنفط، فإن أي اضطرابات في المنطقة قد تؤدي إلى نقص في الإمدادات وتزيد من الضغط على الأسعار العالمية.
كما شملت النشاطات العسكرية الإسرائيلية قصف أهداف تابعة للحوثيين في اليمن يوم الأحد، موسعة بذلك أعمالها ضد حلفاء إيران. يأتي هذا بعد وقت قصير من الإعلان عن مقتل زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، مما يشكل تصعيدا في الصراع في لبنان.
وفي أعقاب تصاعد حدة التوترات، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن خطط لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط. وفي بيان رسمي، أكد البنتاغون أن الولايات المتحدة ملتزمة بحماية قواتها ومصالحها الحيوية في المنطقة. وأنها لن تتردد في الرد بحزم على أي عدوان من قبل إيران أو الجماعات المتحالفة معها.
توقعات السوق والتحديات المستقبلية
وفي وقت لاحق اليوم، سيتوجه الاهتمام إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. حيث يتوقع أن يقدم أفكارا حول توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيف السياسة النقدية. علاوة على ذلك، من المقرر أن يُدلي سبعة من صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي بآرائهم خلال الأسبوع.
ورغم الارتفاع الذي تشهده الأسعار حاليا، فإن السوق يواجه ضغوطا متزايدة. فمن جهة، تخطط أوبك+ لزيادة إنتاجها النفطي بمقدار 180,000 برميل يوميا في ديسمبر القادم. ومن جهة أخرى، من المتوقع استئناف صادرات النفط الليبية قريبا. هذه العوامل مجتمعة قد تؤثر سلبا على ديناميكيات السوق وتضغط على الأسعار.